يتحدث خالد وبريق يلمع في عينيه عن الصعوبات التي اجتازها لإكمال زواجه من “بثينة”، والفرحة التي غمرته حين معرفته بحملها، ليصدم بواقع المواليد في تركيا، فلا تمنح الحكومة التركية الجنسية السورية للمولود، كما أنها لا تعطي المولود حق الجنسية لمن ولد في أراضها، فقد أعلن نائب رئيس الوزراء التركي “لطفي الوان” نقلا عن “ديلي الصباح ” التركية أن أكثر من 150 ألف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ بدء الحرب على الشعب السوري، ليكون طفل خالد واحدا منهم.
“ما ذنبه ،ولد في المنفى ، دون هوية أو وطن” بعبارات خانقة يشرح “خالد” وهو لاجئ في تركيا، واقع أول طفل له بعد زواجه ممن أحبها لسنوات، ليكون أول وليد لهما ضحية الحرب التي لم يعشها، فبعد أن ترك خالد مدينته “دمشق ” خوفا من اعتقاله لمشاركته بنقل معلومات لفصائل الثورة، فلم يكن أمامه سوى أن يكمل حياته ويتزوج في تركيا.
ففي تركيا كما ذكر المحامي ” أحمد صوان” على موقع “تجمع المحامين السوريين الأحرار”،” فإن الحكومة التركية تشترط ولادتها بالمشفى التركي سواء كان خاصّا أو حكوميّا، حيث تمنح المشافي لولي المولود، وثيقة إثبات ميلاد، يدون فيها جنس المولود ومعلومات الأم جواز سفرها أو هويتها”.
ليتوجه وليّ المولود إلى دائرة النفوس التركية التي يتبع لها مسكنه، ويطلب تسجيل المولود والحصول على وثيقة ميلاد رسمية حيث يختار الولي اسم المولود ويتقدم بصور جوازي سفر الأم والأب لنقل البيانات المذكورة فيها، فتمنحه دائرة النفوس التركية نسختين وحيدتين مصدقتين من شهادة الميلاد التي يتمكن الولي بموجبها من استصدار جواز سفر فقط للمولود من القنصلية السورية في استانبول، إلا أن القانون التركي لا يمنح الجنسية التركية للمواليد السوريين وخاصة في ظل التدفق المستمر لهم إلى تركيا.
يشرح خالد ما يواجهه من صعوبات، فالقانون التركي بخصوص المواليد الجدد واضح، لتسجيل في القنصلية يجب توفر جواز سفر إن كان منتهي المدة أو ساري المفعول، إلا أن خالد لا يملك جواز سفر سوري فقد خرج من سوريا عن طريق التهريب، لـ يعطى بطاقة ” الكميلك” المؤقتة من قبل الحكومة التركية، التي تسهل حياة السوريين، لكنها لا تغني عن الجواز السوري، فلا شيء يثبت هوية طفلة سوى الورقة المقدمة من المشفى فقط.
يناشد كثير من السوريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لحل هذه الأزمة التي تواجه السوريين، والمطالبة بإعطائهم جوازات سفر، إلا أن الحكومة التركية تعتبر مثل هذه الحلول عبئا عليها لا تستطيع تحمله في الوقت الذي تقوم بتوفير حياة كريمة لجميع السوريين والسماح لهم بالعمل.
خمس سنوات من الحرب يعيشها الشعب السوري بكافة تبعياتها من معاناة وقهر، ليهجر أكثر من 8مليون شخص منهم أكثر من 2.5 مليون شخص في تركيا، ليولد جيل بعيد عن بلادهم لا يعرفون عنه سوى أن نظامه أنكرهم منذ ولدوا.
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي