قتل وأصيب عشرات المدنيين بغارات جوية للطيران الروسي على ريف حماة الشرقي، وذلك عقب فرض قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له خلال الأيام الماضية حصاراً على تنظيم «الدولة الإسلامية». فقد ذكرت مصادر محلية لـ«القدس العربي» أن 50 شخصاً بينهم أطفال ونساء قتلوا جراء غارات للطيران الروسي مساء الاثنين على ناحية عقيربات في الريف الشرقي لمحافظة حماة.
وأضافت المصادر أن عشرات الغارات الجوية استهدفت منازل سكنية في قرية الرويضة التابعة لناحية عقيربات، إضافة إلى استهداف قرى عدة أخرى في المنطقة ذاتها. ويأتي هذا القصف بعد مناشدات أطلقها ناشطون سوريون الإثنين، لحماية المدنيين في ناحية عقيربات في ريف حماة الشرقي، وذلك في ظل بقاء عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في المنطقة، بعدما ما فرضت قوات نظام الأسد مدعومة بميليشيات أجنبية حصاراً على تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيث تحاول اقتحام المنطقة التي يقطنها الآن نحو ثلاثة آلاف عائلة محاصرة من المدنيين العزل في ظل عدم وجود أي ممر آمن لخروج المدنيين، وذلك بالتزامن مع قصف جوي مكثف ومتواصل من قبل الطيران الحربي الروسي والسوري وسط مخاوف من وقوع المزيد من المجازر بحق الأهالي المحاصرين.
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر أخرى إن أكثر من 170 مدنيا قتلوا في ضربات قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال الأسبوع الماضي في مدينة الرقة، وهو ما يمثل زيادة كبيرة في الخسائر البشرية في إطار حملة طرد المتشددين التي بدأت منذ أكثر من شهرين.
ووصفت المواجهات أمس بحرب «كسر عظم» بين «قسد» و«الدولة». وأكد المرصد أن 42 شخصاً على الأقل بينهم 19 طفلاً و12 امرأة قتلوا الإثنين بضربات دمرت مباني اتخذتها عائلات ملاذا لها.
من جهته أعلن تشكيل عسكري تابع للجيش السوري في محافظة درعا، جنوبي سوريا، أمس الثلاثاء، عن نجاح فرقه الهندسية من العثور على أعداد كبيرة من العبوات المتفجرة التي كانت مزروعة على الطرقات العامة، وأكد أن حزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام قام بتصنيعها.
إلى ذلك انتهت أمس الثلاثاء اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات السورية مع منصتي موسكو والقاهرة، في الرياض، من دون التوصل إلى توافق حول تشكيل وفد موحّد من المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف المُقررة في تشرين الأول/اكتوبر المقبل.
وقال مصدر معارض لـ»القدس العربي»: إن الاجتماعات انتهت من دون التوصل إلى اتفاق بين الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو على صيغة واحدة لتشكيل وفد موحد ضد نظام الأسد في جنيف.
وأصدر الائتلاف الوطني السوري المعارض بياناً أعلن فيه انتهاء اجتماع الرياض بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو.
وجاء في البيان الذي تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، أن الاجتماع ناقش الاتفاق على برنامج سياسي مشترك، حيث رفض ممثلو مجموعة موسكو الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل بشار الأسد، وأن لا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية، إضافة إلى مطالب مجموعة موسكو بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات، وهو الأمر الذي لا يمكن للهيئة العليا أن توافق عليه.
وأكد البيان أن هناك قدراً مهماً من التفاهم تم بين وفد الهيئة العليا ووفد مجموعة القاهرة، فيما أعاق تشدد مندوبي مجموعة موسكو الاستمرار في الجهود لضم ممثلين عن المجموعتين إلى وفد المفاوضات.
القدس العربي