شهدت الأيام الأخيرة مواجهات بين تنظيم «الدولة» وقوات النظام السوري في مدينة ديرالزور، إذ هاجم التنظيم يوم الجمعة الماضي قوات النظام السوري في أحياء عدة خاضعة لسيطرة النظام.
وعن تفاصيل تلك المعارك تحدث لـ «القدس العربي» الناشط حسين الديري وهو من أهالي مدينة دير الزور قائلاً: بعد يوم من المعارك بين التنظيم والنظام في حيي الصناعة والطحطوح شن التنظيم هجوماً هو الأعنف من منذ حوالي أربعة أشهر، إذ قام منذ فجر السبت بالهجوم من المحور الجنوبي الغربي، ومن الشرق والشمال الشرقي، إذ دوت أصوات الإنفجارات في كل نواحي المدينة، وتمكن التنظيم من تشتيت قوات النظام، وذلك باعتماده على فتح محاور كثيرة مثل السكن الجامعي والسادكوب، ولم يتوقع النظام هذه المباغتة.
ويضيف المصدر: تمكن التنظيم من السيطرة على عدة مواقع مهمة منها السكن الجامعي، ومشفى الأسد، وصوامع الحبوب، وضربت مفخخة للتنظيم حي الموظفين الذي يقع تحت سيطرة قوات النظام، كما استطاع التنظيم أسر عدد من عناصر النظام و إعدام آخرين، وأخذ جثثهم إلى بعض القرى القريبة من ميدان المعارك.
ويتابع الديري «هجوم التنظيم لا يعني أنه يستطيع بهذه البساطة السيطرة على المدينة، لأنه سبق له أن قام بهجمات مماثلة؛ لكن سرعان ما فقد الكثير من المناطق التي سيطر عليها، التنظيم يريد أن يضيّق على النظام، ويضغط على المدنين الذين يعيشون في أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وهذا الهجوم ما هو إلا مناورة للضغط على الأخيرة التي تريد الوصول إلى دير الزور من جهة طريق تدمر الدير، ويهدف التنظيم أيضا لقطع الطريق على النظام والروس الذين يخططون للوصول إلى المدينة، وفك الحصار الذي يضربه تنظيم الدولة عليها منذ قرابة السنة والنصف، فضلاً عن إرسال رسائل بأنه لا يزال يملك المبادرة، وعنده أوراق الربح بالمعادلة العسكرية بينه وبين النظام والـروس».
وعن طريقة التنظيم وخياراته في هذه المرحلة وفي قادم الأيام، يقول القيادي قيس أبو عبيدة وهو على معرفة بالتنظيم «إن الدولة الإسلامية وعلى الرغم من التعثر الميداني في بعض جبهاتها في العراق وسوريا ؛ لكنها تملك قوة لا يملكها خصومها عسكرياً، وهي امتلاك المبادرة في زمان ومكان تختارهما هي، وقدرتها على مباغتة عدوها من حيث أنه يعتبرها في أحلك أيامها وأضعف أوقاتها، فعندما سيطر النظام على تدمر قلنا بأن الدولة ستباغت النظام في أماكن لا يتوقعها بالتزامن مع ضعفها، فكانت معركة السيطرة على حقل شاعر للغاز، وحقول جديدة، واقترابها من قطع طريق تدمر حمص من ناحية مطار التيفور الذي تدور حوله معاركة طاحنة بين التنظيم والنظام السوري».
ويتابع حديثه لـ «القدس العربي»: كما أن التفات التنظيم لنفسه بعد نكسة الرمادي وتدمر إضافة للشدادي هي المرحلة التي يعشها الآن، وستعقبها مرحلة من التصعيد يقوم بها في محاولة لتعويض ما خسره، وذلك في فتح معارك كانت مضمونة النجاح سواء للنظام السوري وحليفته روسيا، أو الجيش العراقي وحليفته أمريكا، فشاهدنا معارك قرب الرمادي، وفي عامرية الفلوجة وهي تشكل مناطق مؤمنة عسكريا لصالح خصوم التنظيم، وما يجري في دير الزور هو خير برهان على هذا الكلام، توقعت قوات النظام السوري من خلال التخطيط الروسي أن الطريق الصحراوي لدير الزور أصبح سالكاً، وأن التنظيم سيحاول القيام ببعض صحوات الموت؛ لكن الهجوم على حقل شاعر، وجزل، والتيفور بالتزامن مع معارك الدير يعني بداية مرحلة تعويض الخسائر في مناطق أخرى، ودير الزور تعني الكثير للتنظيم، إذا تمكن من السيطرة عليها فهي مساحة جغرافية تعوض له تقلص مساحته خاصة في العراق وريف الحسكة، وخزان بشري وإقتصادي هو بأمس الحاجة له».
هذا وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم سيطرة الأخير على مبنى الإطفائية والسادكوب ونقاط في جبل ثردة، ومحيط حقل التيم وقتل أكثر من 25 من عناصر النظام، وتحدثت مصادر أخرى أن قتلى النظام فاقوا العشرات، يذكر أن وسائل إعلام النظام وبعض الوكالات الأخرى ذكرت ان النظام تمكن من استرجاع بعض النقاط مثل المشفى.
القدس العربي