بعد مواصلة قوات نظام الأسد عملياتها العسكرية على بلدات جنوب الغوطة الشرقية ومنطقة المرج وارتكابها مجزرة بحق أهالي دير العصافير الذي راح ضحيتها اثنان وثلاثين شخصاً بينهم نساء وأطفال، وقصف المشفى الوحيد في البلدة وتدمير المدرسة ومقر الدفاع المدني، مما استدعى مجموعة من الناشطين والإعلاميين في منطقة المرج وبالتعاون مع الفعاليات المدنية القائمة في الغوطة الشرقية بتنظيم ندوة حوارية مع اللجنة العليا للمفاوضات ممثلة بكبير المفاوضين “محمد علوش” والعميد “أسعد الزعبي” وبحضور معظم قيادات وفعاليات المجتمع المدني للحديث بثلاث محاور رئيسية .
المرج إلى أين؟
بما أن هذه المنطقة التي تتألف من ثمان وعشرين بلدة وقرية لم تدخل في الهدنة ولم تدخل في برنامج الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية إليها وجبهاتها المشتعلة ومنذ بداية الهدنة أصبح النظام يتقدم فيها مستخدماً الصواريخ شديدة الانفجار مستغلا الهدنة المزعومة.
المسار التفاوضي بين الهدنة والحرب..
حيث أكد المجتمعون أن الغوطة الشرقية بجميع مؤسساتها المدنية والعسكرية تقف مع لجنة التفاوض وتدعمها وقد أكدوا على التمسك بالثوابت والمطالب في إسقاط نظام الأسد بجميع أركانه ورموزه والإفراج عن المعتقلين وبناء سوريا الموحدة بجميع أبنائها.
المحور الثالث: “وثيقة دي ميستورا بين القبول والرفض”..
حيث أكدت فعاليات الغوطة عدم القبول بأي دستور جديد لسوريا غير دستور عام 1950م وقد بدأت الندوة بكلمة لفعاليات منطقة المرج ومن ثم بمداخلات وأسئلة وجهت للجنة التفاوض من الحضور،
وقد أكد محافظ ريف دمشق الأستاذ “أكرم طعمة” على ضرورة العمل على توحيد الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية لمكافحة تقدم قوات النظام وخاصةً في منطقة المرج وبلدة بالا وأشار طعمة إلى أن اللجنة العليا للمفاوضات لم تستطع تشكيل جسم في الداخل تمثل الجميع بحسب تعبيره.
فيما أكد العميد الزعبي في حديثه مع المحافظة والفعاليات في الغوطة الشرقية أن حصار طبق على الغوطة لأن توثيق الواقع العسكري في دمشق أعطى من خلال رسائل النظام العسكرية ورسائل أجهزة المخابرات العالمية الذي تعمل لصالح النظام بحسب تعبيره، بما فيها أجهزة المخابرات الأمريكية حيث أعطت رسالة واضحة أن نقطة التأثير الأساسية والأكثر خطورة على النظام هي الغوطة الشرقية، لذلك أخذ النظام يضع حاجزاً مابين دمشق والغوطة الشرقية من أجل عدم السماح للثوار للتقدم.
وأكد الزعبي من جهة أخرى أن نظام الأسد يقوم بوضع الجدار الفولاذي في منطقة جوبر وعربين المتاخمتين للعاصمة دمشق، وبعدها يقوم بالهجوم من الخلف من بلدات منطقة المرج وبالا ودير العصافير فيما أكد الزعبي أن النظام يتبع سياسة استنزاف للفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، من خلال هجومه على هذه المناطق و أن النظام سعى جاهداً إلى بث الفتنة من خلال إدخال مساعدات لبلدات واستثناء بلدات أخرى في الغوطة، وقال إن النظام أمامه خطتين فقط الأولى تدمير الغوطة ولن يستطيع على حد تعبيره، لان النظام يخشى من ردة فعل قوية من حاضنته الشعبية لذلك لن يجرأ على مثل هذه الخطوة.
وأشار إلى أن النظام سيلجأ إلى أسلوب آخر وهو عن طريق المصالحات الوطنية وقال أنه لا بد من قيام عمل اقتصادي أو عسكري أو مدني، وسيطلب من السعوديين الدعم للغوطة الشرقية للقيام بمثل هذه الأعمال.
وأكد كبير المفاوضين في الهيئة العليا للمفاوضات “محمد علوش” أنه تم تقديم مطالب منطقة المرج عبر التواصل مع لجنة الهدنة ومنظمة الأمم المتحدة وأنه قدم ثلاث تقارير عن منطقة المرج، وأنها مازالت تتعرض للقصف وأنها مازالت خارج الهدنة وأن قراها الثمان والعشرين قرية قد تعرضت لتهجير طائفي، وقد بلغ عدد سكان منطقة المرج حوالي 55 ألف نسمة.
وأشار علوش إلى أن النظام استخدم حيلة خبيثة عندما أخذ كبار منطقة المرج إلى مدينة جرمانا وادعائهم أن أهالي المرج قد هجروا إلى جرمانا الواقعة تحت سيطرة قوات النظام وادعاء النظام، بأنه قد وزع المساعدات على أهالي المرج في جرمانا لذلك قد حرم نظام الأسد أهالي المرج من المساعدات داخل الغوطة.
وأشار علوش أن لجنة الهدنة قد أكدت له أنها ستدخل المساعدات إلى منطقة المرج داخل الغوطة في المراحل القادمة، وقال علوش أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن النظام يعتبر كل من مدينة دوما ومدينة داريا خط احمر بنسبة لإدخال المساعدات على حد تعبيره .
أما من الناحية العسكرية فقد أكد علوش أن الهدنة كانت حاجة ملحة لإيقاف الزحف الروسي والقصف الوحشي الذي مارسه الطيران الحربي الروسي على الأراضي السورية وأشار علوش للمعارضة في الغوطة الشرقية أنه إذا تم اعتداء من قبل النظام أو قصف أو إطلاق نار فعلى الفصائل الرد فورا وبشكل مضاعف وأشار علوش أن اللجنة العليا للمفاوضات لن تتنازل أبدا عن مطالب الثورة ومبادئها ومن هذه المطالب الانتقال الحقيقي للسلطة وإبعاد بشار الأسد عن الحكم، وإعادة بناء جيش جديد لسوريا وإعادة بناء أجهزة أمنية جديدة غير الأجهزة التي كانت تمارس التعذيب على أبناء سوريا.
وأكد علوش للنشطاء والفاعلين في منطقة المرج على ضرورة توحد مقاتلي الجيش الحر وتضافر الجهود والرد الفوري على خروقات قوات النظام ودعا الفصائل لإشعال جبهات أخرى لإشغال النظام ومنعه من التقدم في جبهة المرج وجبهة بالا.
وأخيراً أكد كبير المفاوضين محمد علوش أنه من الضروري توحيد صفوف الفصائل لان سوريا مقبلة على إدارة حكم انتقالي وأكد على ضرورة العمل المستمر لتحقيق التوحد بين الفصائل على مستوى الغوطة وسوريا.
وفي مقابلة خاصة لمراسل المركز الصحفي السوري مع الأستاذ خالد الحموري عضو مجلس محافظة ريف دمشق، وأحد منظمي الندوة الحوارية عن مدى انهيار الهدنة في الغوطة الشرقية فقد أكد أن لا هدنة في الغوطة الشرقية فمئات الصواريخ والقذائف وغارات الطيران الحربي تنهار وبشكل يومي على بلدات منطقة المرج والقطاع الجنوبي، ودوما وعربين وجوبر وفي كل يوم يحاول النظام التقدم على هذه الجبهات محاولاً فصل جنوب الغوطة عن شمالها وحصار أكثر من 2700 عائلة داخل حصار وذلك لإعادة العمل بسياسة التجويع بفصل الأراضي الزراعية عن المدن، و التي استخدمها في مضايا والمعضمية حيث تعتبر منطقة المرج الخزان الزراعي للغوطة الشرقية.
وأكد السيد خالد أن مجزرة الهدنة على حد وصفه و التي راح ضحيتها أكثر من 32 طفل وامرأة لن تمر دون عقاب وحمل المجتمع الدولي مسؤولية الانتهاكات والخروقات التي يقوم بها النظام وعلى مرأى العالم .
كما أكد على أن الجيش الحر يقوم بالتصدي لمحاولات التسلل والاقتحام التي يقوم بها عناصر النظام ويكبدهم خسائر فادحة .
مراسل المركز الصحفي السوري – Deaa Alshami