يعتبر مطار حماة العسكري مصدر رعب على سكان مدينة حماة التي تقع تحت سيطرة النظام، فبسبب قربه من الأحياء السكنية للمدينة يشكل خطراً على هذه الأحياء التي لا تكاد تعرف السكون بسبب كثافة إقلاع الطيران الحربي بشكل يومي، هذا عدا عن أصوات القصف التي تصدر من المطار باتجاه الأرياف المحيطة به، والتي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، والتي بدورها تستهدف بين الحين والآخر المطار بالصواريخ والقذائف، ويقولون إن ذلك يأتي رداً على المجازر المتكررة التي ترتكبها طائرات النظام بحق المدنين في حماة وإدلب.
أبو أيهم أحد سكان حي النصر القريب من المطار العسكري يروي لـ «القدس العربي» قصة معاناته هو وعائلته فيقول: «ننام ونستيقظ على صوت إقلاع الطيران الحربي كل يوم، إضافة إلى أصوات إطلاق الصواريخ والمدافع على مناطق الريف؛ وهذا ما يشعرنا بالتوتر بشكل دائم».
ويضيف «أحياناً يعمد طيارو النظام إلى التحليق بشكل منخفض وبسرعة عالية فوق الأحياء القريبة من المطار والمحيطة به، حيث يخترقون جدار الصوت، ويرعبون الأهالي بشكل كبير، وأعتقد أن هذا الأمر مقصود من الطيارين ففيه رسائل خفية يرسلها النظام عن طريق عناصره ليزرعوا الرعب في قلوب من يقطن داخل حماة، ولا نتجرأ أن نحاول التمرد والخروج عن سيطرتهم كباقي المدن».
ويعد المطار من أقوى الثكنات العسكرية وأنشط المطارات في المنطقة، فهو يقصف مناطق المعارضة بالطائرات الحربية والمروحية، والأسلحة بعيدة المدى، وتبلغ مساحته 7.3 كم، وتحيط به من جميع الجهات ثكنات عسكرية محصنة لحمايته من أي هجوم محتمل تقوم به قوات المعارضة.
ويؤكد العديد من سكان الأحياء القريبة من المطار أنهم لا يعرفون السكون لا ليلاً ولا نهاراً مما أجبر الكثيرين منهم على ترك بيوتهم والانتقال للسكن في مناطق أخرى أكثر أمناً، بعيدة عن المطار الذي يقع في الطرف الغربي من حماة، ويفصل بين قرى الريف الغربي القريبة وأحياء المدينة.
ولا ينسى سكان المدينة قصة سقوط الطائرة الحربية مؤخراً في حي كرم الحوراني قرب فرع الأمن الجنائي، يقول أبو يزن أحد الناشطين الذي وصل إلى مكان الحدث: «سقطت الطائرة بين البيوت السكنية، في مكان حرج جداً فلو تغير مكان سقوطها مسافة 20 متراً لدمرت أبنية عدة فوق ساكنيها، وتسببت بمجزرة ضخمة، وتلا سقوطها حريق كبير ونتج عنه إنفجارات عدة، لأن الطيار ألقى خزان الوقود الاحتياطي والذخيرة الزائدة فوق قرية كفربهم الموالية في ريف حماة الجنوبي.
القدس العربي