«القدس العربي»: تنامت في الفترة الماضية في درعا جنوب البلاد، محاولات اغتيال لناشطين إعلامين من أصحاب الصوت المسموع والتأثير في المجتمع المحلي، وذلك في محاولة لإلغاء أي رأي آخر أو صوت ينقد ما يجري او يحصل في الجنوب السوري.
وقد نجا من هذه المحاولات اثنان، بينما قتل الإعلامي أبو عمر بجوج إثر إطلاق نار عليه بدرعا البلد، والذي بقي يتنقل من مشفى لأخر في انتظار السماح بدخوله للأردن إلى ان قتل نظراً لإصابته الخطيرة.
جورج سمارة أحد الناشطين الإعلامين الذين تعرضوا لمحاولة اغتيال قبل أيام يقول في حديثه لـ «القدس العربي»: لا بد ان يكون للنظام يد في محاولات الاغتيال هذه، والاختراقات غير مستحيلة في ظل هذه الظروف.
اللافت في الأمر حسب سمارة «محاولة منفذي الاغتيال دهسي بعد عملية مطاردة شاقة استمرت لأكثر من ربع ساعة في ازقة وشوارع درعا البلد، إلا أنني استطعت بأعجوبة الفرار منهم بعد دخولي لأحد الأزقة الضيقة التي لا تستطيع سيارتهم دخولها، ومن ثم الاحتماء في أحد بيوت أصدقائي القريبة».
وقال أبو محمود الحوراني الناطق باسم تجمع «أحرار حوران» لـ «القدس العربي»: حقيقة فجعنا في الآونة الأخيرة باستهداف بعض الإعلاميين في محافظة درعا من قبل مسلحين مجهولين لم تعرف هويتهم بعد، وإن كان هناك من حاقد على صوت الحقيقة فلا يحضرنا سوى أعداء الثورة الأسد وتنظيم الدولة ولا أعتقد أنّ الجهة المستهدفة قد تخرج عن الطرفين السابقين».
ورجح «ان هذا الاستهداف المتكرر للجسم الاعلامي هو محاولة يائسة من قبل بعض الأطراف لإسكات صوت الحق الذي يفضح جرائم قوات الأسد وتنظيم الدولة»، أما عن الحلول لهذه الظاهرة قال الحوراني «لا بد للفصائل الثورية أن تقوم بواجبها في حماية هؤلاء الإعلاميين في حماية من نذر نفسه ليقول كلمة الحق التي يحاربها الكثير». مؤكداً «ان كلمة الحق ستبقى عالية مدوية لفضح كل ما هو رمادي واسود انطلاقاً من الواجب الإعلامي ومن خلال كل المنابر».
ويبدو ان الخطر يتضاعف على الاعلاميين في درعا، وسط تعدد الفصائل وقوة النظام وتعدد المشاريع والأهداف، التي لا بد ان تتعارض مع الحقائق التي من الممكن ان يتطرق لها بعض الإعلامين، ويكونون البادئين بنشرها مما يعني، دخولهم في دائرة الاستهداف بشكل أكبر مجدداً بعد ان ابتعد خطر قوات النظام وأجهزته الأمنية قليلاً عنهم بعد تحرير قراهم ومدنهم من قبل مقاتلي المعارضة المسـحلة.