أطلق ناشطون دمشقيون وسماً انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لأجل مدينة دوما بريف دمشق الشرقي المحاصر، والتي بات يطلق عليها اسم «مدينة الشهداء»، لإيصال معاناة أهالي المدينة المحاصرين إلى الرأي العام العالمي، وتوضيح معاناتهم بعد مرور خمسة أعوام على عمر الثورة السورية، وما حملته معها من نكبات.
وقال الناشط الإعلامي أبو الحسن الاندلسي من محاصري مدينة دوما في اتصال هاتفي معه ان الحملة جاءت بهدف لفت نظر العالم النائم لما يحصل بحق المواطنين في المدينة، من جرائم يقوم بها نظام الأسد وروسيا، وخاصة التصعيد العسكري الأخير على المدينة.
يوماً بعد يوم يزداد تصعيد القصف الروسي على مدينة دوما وبأعنف الوسائل، ومنها النابالم والفوسفور والعنقودي المحرم دولياً، الأمر الذي أسفر عن تهديم البنى التحتية في المدينة، وكثرة العاجزين والجرحى ممن يعانون حالات البتر والشلل، إضافة إلى مئات الشهداء، وتوقف عملية التعليم، وخروج الأطفال عن السلك التعليمي بعد قصف المدارس، والخروج بجيل أميّ يعاني أزمات نفسية عميقة.
وأكد الناشط عمر الصالح أحد القائمين على الحملة، في حديثه لـ «القدس العربي»، وجود ما يزيد عن 700 حالة بتر، بين أهالي مدينة دوما، و218 حلة شلل، و220 حالة عمى وفقدان البصر، منوها إلى أن الشهداء الموثقين بالاسم قد بلغ عددهم 6888 من أهالي دوما، و620 شخصاً من خارج دوما، ممن استشهدوا داخل المدينة، وتتفاوت اعداد الأيتام المسجلين رسمياً بما يقارب 9200 طفل يتيم.
وأشار إلى أن الحملة تحاول لفت نظر العالم عبر نشاطات وفعاليات ومظاهرات وصور تغزو وسائل التواصل كافة، لأجل مدينة الشهداء، التي تقبع تحت ضربات المقاتلات الحربية الروسية، وقوات النظام السوري والميليشيات المختلفة الجنسيات التي تسانده في حربه على المدنيين، وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ حسب وصفه.
وبيّن الناشط الإعلامي أن مدينة دوما كانت تدعى سابقاً «أم المآذن» لأنها تحوي أكثر من 80 مئذنة، بيد أن معظمها قد سوي بالأرض بفعل القصف وآلة الحرب، وأضاف «بات الآن من الرفاهية في مدينتي أن تدفن فلذة كبدك وهو قطعة واحدة وليس أشلاء، ومن الأمنيات أن تودع جثته وتقبله قبل أن تدفن ما تبقى منه، ومن الرفاهية أيضاً في دوما أن يدفن الشهيد مع خمسة شهداء فقط في قبر واحد، لأن القبور لدينا باتت من سبعة طوابق تحت الأرض، فما فوق».
ولازالت مدينة دوما حسب أهلها، مغيبة إعلامياً، وسط أكبر حملة إبادة يتعرضون لها بجميع أنواع الأسلحة للقضاء على من بقي حياً داخلها، ولازال العالم حسب وصف المتحدث الإعلامي «متعامياً» عن المدينة المنكوبة، والتي كانت تشتهر يوماً ما بالعنب والزيتون، ولحوم الإبل والجمال، «إلا أن رئيس النظام السوري بشار الأسد بمساعدة النازيين الروس والطائفيين من العراق ولبنان أبوا إلا ان يحولوها إلى أنقاض ويجعلون من أهلها جوعى وثكالى وأرامل وشهداء»، حسب قوله.
«القدس العربي»