الدوحة-«القدس العربي»: إسماعيل طلاي: لم تنتظر الدول المقاطعة لقطر (المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر) انتهاء مهلة العشرة أيام التي حددتها للاستجابة لقائمة مطالبها الثلاثة عشرة؛ فاستبقت الرّد القطري الرافض للمطالب «غير العقلانية»، بشنّ حرب نفسية شرسة؛ متوعدة بتضييق الخناق على الاقتصاد القطري، عبر سلسلة عقوبات اقتصادية، قد تشمل الحجز على الودائع المالية القطرية في دول الحصار، وممارسة ضغوط على المستثمرين الأجانب، لحثهم على الاختيار بين قطر أو الدول المقاطعة لها!
وتأتي التهديدات الجديدة، كخطوة تصعيدية جديدة في مسلسل الحصار الإنساني الذي تفرضه الدول المقاطعة منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي ضد قطر، وتشديد الخناق عليها، براً وبحراً وجواً، منذ شهر كامل.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا في الحرب النفسية، بغية التشكيك في مردودية الاقتصاد القطري، ونشر تقارير إعلامية «مضللة»، تزعم تدهور العملة القطرية ووقف التعامل بها في بنوك دولية، وترويح أخبار عن متاعب تواجهها الدوحة للإيفاء بمشاريعها الكبرى، بما في ذلك مشاريع مونديال 2022. إلى جانب تراجع الاستثمارات الأجنبية، في محاولة لترهيب رأس المال الأجنبي، وإثارة الذعر بين المقيمين في قطر، وثني رجال الأعمال وكبار الشركات العالمية عن استثمار أموالها في المشاريع الضخمة التي أطلقتها الدوحة.
وفي مواجهة الحرب النفسية تلك؛ حرصت قطر على تطمين العالم بنجاعة اقتصادها وعدم تأثره بالأزمة الحالية، عبر تصريحات لوزراء حكومتها، أكدوا من خلالها استقرار الاقتصاد القطري. وقال علي شريف العمادي وزير المالية القطري في تصريحات خاصة لقناة «سكاي نيوز» البريطانية إن «الوضع الداخلي في دولة قطر مريح للغاية ونسعى إلى حل الأزمة عن طريق الحوار»، معربا عن اعتقاده بأن «الأزمة الحالية تشكل تحديا ولكن ليس لقطر فقط بل للمنطقة بأسرها».
وأوضح أن «قطر لا تواجه تحديات على صعيد حركة التصدير ولا حركة الموانئ أو المطارات قائلا : «نحن ما زلنا نشغل رحلات إلى أكثر من 150 وجهة ولا تزال سعة مرفئنا تتخطى الـ5 ملايين حاوية مع خطوط شحن مباشرة إلى غالبية الدول الأجنبية ولدينا تعاملات تجارية مع أكثر من 190 دولة ولن نتأثر بخسارة 3 أو 4 دول على الصعيد التجاري».
وأضاف أن «قطر تستورد المواد الغذائية من أكثر من 100 دولة وخسارتها لأربع منها يمكن تعويضها»، مشددا على أن «شحنات الغاز القطري لم تتأثر منذ بدء الحصار».
كما طمأن مصرف قطر المركزي أن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة بشأن التداول وسعر الصرف للريال القطري ليس له أي أساس من الصحة.
وأوضح المصرف أن سعر صرف الريال القطري مستقر تماما مقابل الدولار الأمريكي، وأن قابليته للتحويل داخل قطر وخارجها مضمونة في أي وقت بالسعر الرسمي وذلك استنادا إلى جملة من المعطيات أهمها: اعتراف صندوق النقد الدولي به كعملة رسمية وكونه مغطى من جانب مصرف قطر المركزي باحتياطيات نقدية ضخمة. وأفاد البيان بأن مصرف قطر المركزي سيضمن كل عمليات التحويل للجمهور داخل قطر وخارجها بدون تأخير وأن كافة البنوك وشركات الصرافة المحلية ملتزمة بإجراء التحويلات حسب ما هو معتاد عليه.
وبشأن المخاوف التي أثيرت عن توقف بنوك عالمية عن التعامل بالريال القطري، أعلنت شركة الصرافة العالمية ترافيليكس استئناف التداول بالريال القطري في فروعها بمختلف أنحاء العالم، بعد تعليقه مؤقتا في بعض الفروع. وأوضحت في بيان لها أنها أوقفت شراء العملة القطرية لفترة وجيزة. كما أكدت دائرة الضرائب والجمارك البريطانية أنها لم توجه بعدم التعامل بالعملة القطرية.
تدفق حركة الطيران ورهان على قرار منظمة (إيكاو)
وعلى صعيد حركة الطيران، عقد مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) جلسة لدراسة ملف دولة قطر حول الآثار التي سببتها دول الحصار على مجال الطيران والأمن والسلامة الجوية. وقرر المجلس تمديد فترة انعقاده حيث سيتم في يوم 6 تموز/يوليو المقبل عقد جلسة في المكتب الإقليمي للمنظمة لبحث الملف الفني لدولة قطر. وسيلي ذلك اجتماع آخر خلال شهر تموز/يوليو المقبل بمقر المنظمة في مونتريال لإيجاد الحلول القانونية لملف قطر الفني الذي قدمته للمنظمة.
وأعرب وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي عن أمله بأن يسارع المجلس التنفيذي لمنظمة (إيكاو) في اتخاذ القرارات المناسبة بحق المرور الجوي وتعديات دول الحصار على القانون الدولي عملا بآلية فض المنازعات المعتمدة في المنظمة وبفتح مسارات جوية للناقل الوطني لدولة قطر في المجالات الجوية وفوق أعالي البحار الدولية للطيران المدني مشيدا بالجهود التي تبذلها في هذا الإطار.وشدد على أن تعديات دول الحصار على سلامة وأمن الطيران تنافي كل الأعراف والاتفاقيات الملزمة لجميع الأطراف بالإضافة إلى التبعيات الخطيرة التي تسببها للأمن والسلامة الجوية.
ونجحت قطر في تجاوز مرحلة التذبذب الذي سببه إغلاق المجال الجوي لدول الحصار، حيث أعلنت الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي أن فترة إجازة عيد الفطر المبارك سجلت نسبة عالية في أعداد المسافرين رغم القيود المفروضة على حركة الطيران في المنطقة من قبل الدول المجاورة.
وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية إن عمليات الناقلة تسير من مطار حمد الدولي بشكل طبيعي، رغم القيود المفروضة على حركة الطيران في المنطقة حيث نقلت القطرية على مدار سبعة أيام 510 آلاف مسافر على متن أكثر من 2900 رحلة وكان 49794 من المسافرين قد غادروا الدوحة بشكل مباشر.
وأكد المهندس بدر المير رئيس العمليات في مطار حمد الدولي أنه شهد نسبة عالية في حركة المسافرين خلال الفترة ما بين 19 و 25 من الشهر الجاري، حيث بلغ عدد المسافرين على جميع الخطوط بما فيها الخطوط الجوية القطرية 580 ألف مسافر على 3300 رحلة.
وكان مطار حمد الدولي أعلن مؤخرا عن مرور أكثر من 19 مليون مسافر بين شهر كانون الثاني/يناير وحتى شهر حزيران/يونيو 2017 بنسبة زيادة بلغت 8 في المئة عن نفس الفترة من العام 2016.
وتستمر الخطوط الجوية القطرية بتشغيل معظم رحلاتها بشكل طبيعي عبر شبكتها التي تصل إلى أكثر من 150وجهة حول العالم مع مغادرة 90 في المئة من رحلاتها خلال 15دقيقة من وقت المغادرة المقرر سلفا. وأعلنت القطرية عن عدد من الوجهات الجديدة التي ستطلق في 2018 منها لاس فيغاس في الولايات المتحدة الامريكية وكانبرا في استراليا وديوالا في الكاميرون وليبرفل في الغابون ومدين لي بإندونيسيا وريو دي جانيرو في البرازيل وسانتياغو في شيلي وسراييفو في البوسنة والهرسك.
كما حصل مطار حمد الدولي مقر عمليات الخطوط الجوية القطرية مؤخرا على تصنيف الخمس نجوم من قبل سكاي تراكس كواحد من 5 مطارات حاصلة على هذا التصنيف.
تسابق دولي لفك الخناق
وإلى جانب التطمينات العالمية، نجحت قطر في تحدي «الحصار الإنساني»، عبر إيجاد بدائل لتدفق السلع والمواد الاستهلاكية في زمن قياسي، حيث تسابقت تركيا وإيران والهند، ودول عديدة لإبداء استعدادها الفوري لتزويد قطر بكافة متطلباتها من السلع والمواد الغذائية.
كما أعلنت عن تدشين خطوط ملاحية جديدة للشحن مباشرة بين ميناء حمد وميناء صحار بسلطنة عمان، بمعدل 3 رحلات يوميا. كما بادرت غرفة تجارة وصناعة قطر إلى عقد اجتماعات فورية مع رجال الأعمال الخواص، لإزالة كافة العراقيل التي تعيق استيراد البضائع إلى الدوحة.
وشهدت الأسواق القطرية إقبالا كبيرا للمواطنين والمقيمين لاستقبال السلع التركية التي تدفقت بقوة، الأمر الذي جعل القطريين والمقيمين يتسابقون لإعلان حملات دعم للمنتجات التركية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلوا تغريدات تتضمن ترجمة لأسماء المواد الاستهلاكية من اللغة التركية إلى العربية.
وتشير الأرقام الصادرة عن إدارة موانئ قطر، أنها استقبلت خلال الربع الأول من العام الحالي 271593 طنا من البضائع العامة، وما يصل إلى 205619 رأسا من الثروة الحيوانية، إضافة إلى 434990 طنا من الجابر و ومواد البناء وأكثر من 400 ألف طن من المعدات والسيارات.
هبة وطنية لدعم الإنتاج المحلي
وإلى جانب الدعم الدولي، عرف القطريون كيف يحولون «الأزمة إلى همة»، حيث شرعت السلطات في حملة دعم للمنتجات المحلية عبر عدد من المجمعات. ولقيت الحملة تجاوبا سريعا من المواطنين الذين غردوا عبر «تويتر»، لتشجيع الإقبال على المنتجات الغذائية المحلية، الأمر الذي ساهم في بداية امتصاص حالة الخوف، وعاد المواطنون والمقيمون لاستعادة حياتهم الطبيعية في زمن وجيز.
القدس العربي
وتأتي التهديدات الجديدة، كخطوة تصعيدية جديدة في مسلسل الحصار الإنساني الذي تفرضه الدول المقاطعة منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي ضد قطر، وتشديد الخناق عليها، براً وبحراً وجواً، منذ شهر كامل.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا في الحرب النفسية، بغية التشكيك في مردودية الاقتصاد القطري، ونشر تقارير إعلامية «مضللة»، تزعم تدهور العملة القطرية ووقف التعامل بها في بنوك دولية، وترويح أخبار عن متاعب تواجهها الدوحة للإيفاء بمشاريعها الكبرى، بما في ذلك مشاريع مونديال 2022. إلى جانب تراجع الاستثمارات الأجنبية، في محاولة لترهيب رأس المال الأجنبي، وإثارة الذعر بين المقيمين في قطر، وثني رجال الأعمال وكبار الشركات العالمية عن استثمار أموالها في المشاريع الضخمة التي أطلقتها الدوحة.
وفي مواجهة الحرب النفسية تلك؛ حرصت قطر على تطمين العالم بنجاعة اقتصادها وعدم تأثره بالأزمة الحالية، عبر تصريحات لوزراء حكومتها، أكدوا من خلالها استقرار الاقتصاد القطري. وقال علي شريف العمادي وزير المالية القطري في تصريحات خاصة لقناة «سكاي نيوز» البريطانية إن «الوضع الداخلي في دولة قطر مريح للغاية ونسعى إلى حل الأزمة عن طريق الحوار»، معربا عن اعتقاده بأن «الأزمة الحالية تشكل تحديا ولكن ليس لقطر فقط بل للمنطقة بأسرها».
وأوضح أن «قطر لا تواجه تحديات على صعيد حركة التصدير ولا حركة الموانئ أو المطارات قائلا : «نحن ما زلنا نشغل رحلات إلى أكثر من 150 وجهة ولا تزال سعة مرفئنا تتخطى الـ5 ملايين حاوية مع خطوط شحن مباشرة إلى غالبية الدول الأجنبية ولدينا تعاملات تجارية مع أكثر من 190 دولة ولن نتأثر بخسارة 3 أو 4 دول على الصعيد التجاري».
وأضاف أن «قطر تستورد المواد الغذائية من أكثر من 100 دولة وخسارتها لأربع منها يمكن تعويضها»، مشددا على أن «شحنات الغاز القطري لم تتأثر منذ بدء الحصار».
كما طمأن مصرف قطر المركزي أن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة بشأن التداول وسعر الصرف للريال القطري ليس له أي أساس من الصحة.
وأوضح المصرف أن سعر صرف الريال القطري مستقر تماما مقابل الدولار الأمريكي، وأن قابليته للتحويل داخل قطر وخارجها مضمونة في أي وقت بالسعر الرسمي وذلك استنادا إلى جملة من المعطيات أهمها: اعتراف صندوق النقد الدولي به كعملة رسمية وكونه مغطى من جانب مصرف قطر المركزي باحتياطيات نقدية ضخمة. وأفاد البيان بأن مصرف قطر المركزي سيضمن كل عمليات التحويل للجمهور داخل قطر وخارجها بدون تأخير وأن كافة البنوك وشركات الصرافة المحلية ملتزمة بإجراء التحويلات حسب ما هو معتاد عليه.
وبشأن المخاوف التي أثيرت عن توقف بنوك عالمية عن التعامل بالريال القطري، أعلنت شركة الصرافة العالمية ترافيليكس استئناف التداول بالريال القطري في فروعها بمختلف أنحاء العالم، بعد تعليقه مؤقتا في بعض الفروع. وأوضحت في بيان لها أنها أوقفت شراء العملة القطرية لفترة وجيزة. كما أكدت دائرة الضرائب والجمارك البريطانية أنها لم توجه بعدم التعامل بالعملة القطرية.
تدفق حركة الطيران ورهان على قرار منظمة (إيكاو)
وعلى صعيد حركة الطيران، عقد مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) جلسة لدراسة ملف دولة قطر حول الآثار التي سببتها دول الحصار على مجال الطيران والأمن والسلامة الجوية. وقرر المجلس تمديد فترة انعقاده حيث سيتم في يوم 6 تموز/يوليو المقبل عقد جلسة في المكتب الإقليمي للمنظمة لبحث الملف الفني لدولة قطر. وسيلي ذلك اجتماع آخر خلال شهر تموز/يوليو المقبل بمقر المنظمة في مونتريال لإيجاد الحلول القانونية لملف قطر الفني الذي قدمته للمنظمة.
وأعرب وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي عن أمله بأن يسارع المجلس التنفيذي لمنظمة (إيكاو) في اتخاذ القرارات المناسبة بحق المرور الجوي وتعديات دول الحصار على القانون الدولي عملا بآلية فض المنازعات المعتمدة في المنظمة وبفتح مسارات جوية للناقل الوطني لدولة قطر في المجالات الجوية وفوق أعالي البحار الدولية للطيران المدني مشيدا بالجهود التي تبذلها في هذا الإطار.وشدد على أن تعديات دول الحصار على سلامة وأمن الطيران تنافي كل الأعراف والاتفاقيات الملزمة لجميع الأطراف بالإضافة إلى التبعيات الخطيرة التي تسببها للأمن والسلامة الجوية.
ونجحت قطر في تجاوز مرحلة التذبذب الذي سببه إغلاق المجال الجوي لدول الحصار، حيث أعلنت الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي أن فترة إجازة عيد الفطر المبارك سجلت نسبة عالية في أعداد المسافرين رغم القيود المفروضة على حركة الطيران في المنطقة من قبل الدول المجاورة.
وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية إن عمليات الناقلة تسير من مطار حمد الدولي بشكل طبيعي، رغم القيود المفروضة على حركة الطيران في المنطقة حيث نقلت القطرية على مدار سبعة أيام 510 آلاف مسافر على متن أكثر من 2900 رحلة وكان 49794 من المسافرين قد غادروا الدوحة بشكل مباشر.
وأكد المهندس بدر المير رئيس العمليات في مطار حمد الدولي أنه شهد نسبة عالية في حركة المسافرين خلال الفترة ما بين 19 و 25 من الشهر الجاري، حيث بلغ عدد المسافرين على جميع الخطوط بما فيها الخطوط الجوية القطرية 580 ألف مسافر على 3300 رحلة.
وكان مطار حمد الدولي أعلن مؤخرا عن مرور أكثر من 19 مليون مسافر بين شهر كانون الثاني/يناير وحتى شهر حزيران/يونيو 2017 بنسبة زيادة بلغت 8 في المئة عن نفس الفترة من العام 2016.
وتستمر الخطوط الجوية القطرية بتشغيل معظم رحلاتها بشكل طبيعي عبر شبكتها التي تصل إلى أكثر من 150وجهة حول العالم مع مغادرة 90 في المئة من رحلاتها خلال 15دقيقة من وقت المغادرة المقرر سلفا. وأعلنت القطرية عن عدد من الوجهات الجديدة التي ستطلق في 2018 منها لاس فيغاس في الولايات المتحدة الامريكية وكانبرا في استراليا وديوالا في الكاميرون وليبرفل في الغابون ومدين لي بإندونيسيا وريو دي جانيرو في البرازيل وسانتياغو في شيلي وسراييفو في البوسنة والهرسك.
كما حصل مطار حمد الدولي مقر عمليات الخطوط الجوية القطرية مؤخرا على تصنيف الخمس نجوم من قبل سكاي تراكس كواحد من 5 مطارات حاصلة على هذا التصنيف.
تسابق دولي لفك الخناق
وإلى جانب التطمينات العالمية، نجحت قطر في تحدي «الحصار الإنساني»، عبر إيجاد بدائل لتدفق السلع والمواد الاستهلاكية في زمن قياسي، حيث تسابقت تركيا وإيران والهند، ودول عديدة لإبداء استعدادها الفوري لتزويد قطر بكافة متطلباتها من السلع والمواد الغذائية.
كما أعلنت عن تدشين خطوط ملاحية جديدة للشحن مباشرة بين ميناء حمد وميناء صحار بسلطنة عمان، بمعدل 3 رحلات يوميا. كما بادرت غرفة تجارة وصناعة قطر إلى عقد اجتماعات فورية مع رجال الأعمال الخواص، لإزالة كافة العراقيل التي تعيق استيراد البضائع إلى الدوحة.
وشهدت الأسواق القطرية إقبالا كبيرا للمواطنين والمقيمين لاستقبال السلع التركية التي تدفقت بقوة، الأمر الذي جعل القطريين والمقيمين يتسابقون لإعلان حملات دعم للمنتجات التركية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلوا تغريدات تتضمن ترجمة لأسماء المواد الاستهلاكية من اللغة التركية إلى العربية.
وتشير الأرقام الصادرة عن إدارة موانئ قطر، أنها استقبلت خلال الربع الأول من العام الحالي 271593 طنا من البضائع العامة، وما يصل إلى 205619 رأسا من الثروة الحيوانية، إضافة إلى 434990 طنا من الجابر و ومواد البناء وأكثر من 400 ألف طن من المعدات والسيارات.
هبة وطنية لدعم الإنتاج المحلي
وإلى جانب الدعم الدولي، عرف القطريون كيف يحولون «الأزمة إلى همة»، حيث شرعت السلطات في حملة دعم للمنتجات المحلية عبر عدد من المجمعات. ولقيت الحملة تجاوبا سريعا من المواطنين الذين غردوا عبر «تويتر»، لتشجيع الإقبال على المنتجات الغذائية المحلية، الأمر الذي ساهم في بداية امتصاص حالة الخوف، وعاد المواطنون والمقيمون لاستعادة حياتهم الطبيعية في زمن وجيز.
القدس العربي