قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة حربية سورية تحطمت شمال شرقي دمشق أمس الجمعة، وإن مقاتلي المعارضة في المنطقة أسروا قائدها لكنه قتل عقب ذلك.
وقال المرصد إنه «علم من مصادر متقاطعة أنه جرى أسر قائد طائرة حربية سقطت في منطقة جيرود في القلمون من قبل الفصائل العاملة في المنطقة».
وأفادت وسائل إعلام رسمية أن تحطم الطائرة نجم عن عطل فني وأنه جار البحث عن الطيار الذي قفز قبل تحطمها.
وقال مقاتلو المعارضة إن الطائرة سقطت بعد تعرضها لإطلاق نار لكنهم لم يوضحوا نوع السلاح المستخدم.
وأعلن الجيش السوري الجمعة مقتل طيار كانت سقطت طائرته في وقت سابق في منطقة واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف دمشق، واتهم فصيل «جيش الاسلام» بقتله، وفق ما نقل الإعلام الرسمي.
وجاء في بيان للجيش السوري نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «المجموعات الإرهابية المسلحة ترتكب جريمة نكراء تمثلت بقتل الطيار البطل الشهيد المقدم نورس حسن الذي هبط بالمظلة في منطقة يسيطر عليها إرهابيو ما يسمى جيش الإسلام بعد تعرض طائرته لخلل فني أثناء تنفيذ مهمة تدريبية».
وأضاف البيان أن «هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها ارهابيو ما يسمى جيش الإسلام لن تمر دون حساب عسير»، مؤكدا أن «الجيش العربي السوري مستمر في ضرب الإرهاب وملاحقته حتى القضاء عليه وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن».
وكان «جيش الإسلام»، الفصيل الأبرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق، أعلن على «تويتر» أسر الطيار بعد إسقاط طائرته في منطقة القلمون الشرقي.
إلا أنه ما لبث أن اتهم في وقت لاحق «جبهة النصرة» بقتل الطيار. وقال «جيش الإسلام» في بيان «فوجئنا بقيام عنصر من جبهة النصرة بقتل الطيار الذي قمنا بإسقاط طائرته بعد أن تعهدوا بتسليمه لنا».
وطالب «جيش الإسلام» بتسليم جثة الطيار له.
ونشر المتحدث باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش على «تويتر» صورة الطيار وقد ظهر أنه أصيب في رأسه.
إلى ذلك أفادت وكالة «آكي» الإيطالية، أن خلافا استراتيجيا ظهر بين قوات النظام السوري الراغبة في مواصلة محاولة السيطرة على مدينة حلب بدعم جوي روسي، وبين «حزب الله» الذي أكد استحالة السيطرة على المدينة.
ولفتت الوكالة الى أن «حزب الله» حذر من «خطورة التوسع شريطيا دون تأمين المناطق المجاورة للتوسع بالإضافة الى ان الحزب والقوات التابعة لإيران تكبدت في المعارك التمهيدية، خسائر فادحة حتى الآن.
كما أكّد حزب الله للنظام السوري، أن المعركة تحتاج لنحو 100 ألف مقاتل على الأقل لتحقيق انتصار ملموس، مستشهداً بمعارك مدينة الفلوجة العراقية، حيث أكدت قيادات ميدانية في الحزب للقوات السورية، أنه رغم صغر مساحة الفلوجة مقارنة بمدينة حلب السورية، إلا أن حسمها تم بواسطة نحو 40 ألف مقاتل.
وأوضحت مصادر للوكالة، أن «قوات النظام لم تقتنع بهذه الرسالة، وأصرّت على مواصلة القتال»، وتسبب هذا الخلاف الميداني بدفع روسيا للإعلان عن عدم وجود نيّة لدى النظام للسيطرة على حلب.
وقال جون هيربست، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، إن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يبقى في منصبه كي لا يسمح بوصول إسلاميين متطرفين إلى السلطة.
وذكرت شبكة «روسيا اليوم الإخبارية الروسية أن هيربست قال «أرى أن روسيا معها الحق فيما يتعلق تحديدا بأن البديل الوحيد للأسد يتمثل في متطرفين إسلاميين.وأعتبر أن الأسد طاغية وقاس، إلا أنه لا يقارن بالمتطرفين».
ووصف هيربست موقف واشنطن تجاه الأسد بأنه «غير واقعي إلى حد ما»، داعيا إلى تغيير وجهة نظرها إزاء مسألة بقائه في السلطة.
وقال هيربست «من السخيف التخلص منه لأن الشيء الوحيد الذي سنحققه في هذه الحالة هو السماح للمتطرفين الإسلاميين بالوصول إلى السلطة».
القدس العربي