دعا المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري والملياردير الأمريكي، دونالد ترامب، إلى بناء «مناطق آمنة» داخل سوريا، تتحمل تكلفتها دول الخليج العربي، بهدف إيقاف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
وقال ترامب في كلمة له أمام حشد من مؤيديه، تجمعوا في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، «لنقم بإنشاء مناطق آمنة، لكن لنقم بإنشائها هناك في سوريا، بغية إيقاف تدفق اللاجئين إلى أوروبا والولايات المتحدة».
واستطرد رجل الأعمال الأمريكي، المعروف بتعليقاته المعادية للمسلمين «علينا أن نجعل دول الخليج تدفع ثمنها (تتحمل تكلفة إنشاء المناطق الآمنة)، فهم يملكون أموالاً طائلة، ولا يفعلون شيئاً، وتلك هي منطقتهم، لذا علينا أن نجعلهم يدفعون من أجل ذلك».
ودعا ترامب في وقت سابق، إلى بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك بهدف إيقاف تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود، يجبر الأخيرة على دفع ثمنه، وهو أمر أثار سخرية الحكومة المكسيكية وغضبها في ذلك الوقت.
جاء ذلك فيما شنّت مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي، غارات بقنابل فوسفورية وفراغية، استهدفت خلالها مستشفى ومصنعاً للأدوية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في شمال محافظة حلب.
وأوضحت مصادر محلية أنّ المقاتلات الروسية استهدفت مساء أول أمس، بالقنابل الفوسفورية، مستشفى بلدة عندان، شمالي حلب، وألقت القنابل الفراغية على مصنع آسيا للأدوية في بلدة كفر حمرة، الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة بهما.
وأفادت المصادر أنّ المقاتلات الروسية كثّفت غاراتها خلال الأيام الأخيرة، على طريق كاستيلو ومنطقة حندارات اللتين تعتبران المنفذ الوحيد لحلب باتجاه محافظة إدلب الشمالية.
كما نفذت المقاتلات الروسية غارات عدة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية داخل مدينة حلب، فيما لم ترد بعد أنباء موثوقة عن القتلى والمصابين.
ومنذ 15 يوم تنفذ المقاتلات الروسية غارات مكثفة على المناطق الخاضعة تحت سيطرة المعارضة السورية في محافظة حلب ومحيطها، وتستهدف خلالها المستشفيات والمدارس والأسواق الشعبية ومقرات الدفاع المدني.
واعتادت قوات المعارضة السورية على التفريق بين غارات طائرات النظام السوري التي بدأت استهداف المناطق السكنية منذ بدايات عام 2012، وبين الطائرات الروسية التي بدأت غاراتها في 30 أيلول/سبتمبر 2015.
جدير بالذكر أن الأزمة السورية، اتخذت بعدًا جديدًا، عقب إعلان روسيا تدخلها في الحرب الدائرة في البلاد، في 30 سبتمبر/ أيلول 2015، غير أنها أعلنت سحب قسم كبير من قواتها من سوريا مطلع مارس/ آذار المنصرم، لكنها واصلت قصفها للمدن والبلدات السورية رغم تبني مجلس الأمن قرارا بوقف «الأعمال العدائية» في البلاد، يوم 27 فبراير/ شباط الماضي.
الى ذلك اتهمت وسائل إعلام رسمية في سوريا أمس الخميس المعارضين باستخدام «مواد سامة» ضد القوات السورية المتمركزة إلى الشرق من دمشق أمس الأربعاء، دون تحديد نوع المادة الكيميائية المستخدمة. وقال متحدث باسم «جيش الإسلام» المعارض في المنطقة إن الحكومة تكذب.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري تأكيده أن «التنظيمات الإرهابية استهدفت مساء أمس بالمواد السامة إحدى نقاط الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية في ريف دمشق»، مضيفا أن المعتدين استخدموا «المواد السامة ذات التأثير العصبي ما أدى إلى إصابة عدد من العناصر باختناقات ومضاعفات تنفسية».
ولم يلق التقرير باللوم على جماعة بعينها في تنفيذ هذا الهجوم. وتصف الحكومة السورية كل الفصائل المعارضة التي تقاتل ضدها بالإرهابية.
وعرضت وسائل إعلام حكومية لقطات لجنود يرتدون أقنعة أوكسجين لمساعدتهم في التنفس أثناء تلقيهم إسعافات أولية من زملائهم. وقال جندي للتلفزيون الرسمي إنهم يعانون صعوبة في التنفس وعدم القدرة على الحركة.
وقال جندي آخر أثناء سؤاله بأحد المستشفيات إن «قنبلة دخان» سقطت عليهم فبدأ يشعر بتلك الأعراض.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان – الذي يراقب الصراع السوري الذي يدخل عامه السادس – إنه لا تتوفر لديه أي معلومات بشأن تلك التقارير.
إلى ذلك تحدثت مواقع للمعارضة السورية عن خلاف كبير نشب فجر أمس، بين قوات النظام السوري من جهة وقوات “حزب الله” من جهة أخرى، على خلفية عدد من الأسباب، أدى لقصف متبادل بين الطرفين، وأوقع خسائر بشرية كبيرة في تطور غير مسبوق من نوعه، في محيط نبل والزهراء بريف حلب الشمالي.
وذكر موقع “أورينت نت” أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، جرت بين قوات حزب الله اللبناني وقوات الأسد، وأن سبب تلك الاشتباكات هو خسائر قوات الأسد الكبيرة على جبهة الملاح لليوم الثالث على التوالي في الوقت الذي تعتبر فيه ميليشيات حزب الله أنها هي من “حرر” تلك المناطق، ليأتي جنود الأسد ويضيعوها” حسب مصدر ميداني.
وذكر الموقع أن الاشتباكات العنيفة امتدت إلى تلة المياسات ومنطقة البريج بريف حلب الشمالي، وكان أعنف هذه الاشتباكات على تلتي حيلان والمضافة ومنطقة المياسات وجبهة البريج، كما أن طريق (حلب – ماير ـ نبل ـ الزهراء ـ عفرين) قد قطع بالكامل جراء الاشتباكات العنيفة بين الطرفين.
وفي حين رأى ناشطون أن سبب الخلاف الرئيس، هو الهدنة المفاجأة التي تم الإعلان عنها قبيل ساعات قليلة من منتصف ليل الأربعاء، من قبل روسيا، والتي وافق عليها النظام، في حين رفضت القوات التابعة لحزب الله الأمر.
وامتدت الاشتباكات حتى فجر أمس الخميس، حيث ذكرت مصادر ميدانية، أن 7 من عناصر النظام قتلوا.
القدس العربي