ريف دمشق ـ «القدس العربي»
اعتقل النظام ابنيه منذ عامين وما زالا في المعتقل، واليوم يبكي الحاج «ابو راتب» ابنه الثالث الذي فقده عندما كان برفقته برصاص لصوص من أبناء مدينته «الريحان» الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، أما هو فقد أصيب بقدميه وبطنه ولكنه بقي حيا ليشهد على مقتل ابنه في مكان يموت فيه الشباب عادة بأسلحة النظام السوري لا بأسلحة أبناء القرية.
أبو عماد، ابن شقيقة الحاج أبو راتب، وأحد الناشطين في مجال الإغاثة في الغوطة الشرقية التي تعيش أبشع أنواع الحصار والتجويع منذ شهور طويلة، يروي لـ «القدس العربي» قصة خاله المكلوم قائلا: «كان الحاج أبو راتب نائما في مزرعته، عندما أيقظه صوت غريب داخل المزرعة فقام بدوره بإيقاظ ابنه زهير البالغ من العمر خمسا وعشرين عاما ليتعرف على سبب الصوت ويتفقد المزرعة».
يتابع «خرج خالي وابنه سوية من الغرفة ليتفاجأوا بثلاثة مسلحين يحاولون سرقة البقرة الوحيدة المتبقية لديهم بعد ان قتل الحصار الكثير من الأبقار التي كانت لديهم في نفس المزرعة، تسللوا خلف اللصوص وتعرفوا على أحدهم فهو ابن المنطقة، وهنا صرخ زهير على اللص باسمه فكانت النتيجة ان فتح اللصوص النار على الشاب وأبيه وسرقوا البقرة ظنا منهم انهم قتلوا الاثنين ومات الشهود».
يبين أبو عماد أن «الحاج أبو ماجد تعرف على القاتل في اليوم التالي، وتبين له انه يتبع لأحد الفصائل المسلحة في المنطقة، وقدم بلاغا إلى القضاء الموحد في الغوطة الشرقية بانتظار إلقاء القبض على القاتل ومحاكمته».
وأوضح أن حوادث السرقة أصبحت كثيرة في الشهور الأخيرة التي اشتد فيها الحصار على الغوطة الشرقية، مبينا أن «مليون إنسان محاصر في الغوطة الشرقية بدون اي تحرك دولي لفك الحصار عنهم، وحالات السرقة تكاد تكون يومية، والسبب الرئيسي هو الجوع الذي بات يدفع بعض ضعاف النفوس إلى السرقة مقابل الاستمرار في الحياة».
وفي سياق متصل، بين المصدر ان القضاء الموحد في الغوطة الشرقية يبذل جهودا جيدة في سبيل الحد من هذه التجاوزات، ولكنها جهود غير كافية مقارنة بالتجاوزات اليومية، كما ان التحديات التي تواجه القضاء كبيرة في ظل عدم تعاون بعض الفصائل المسلحة مع القضاء، حيث تقوم بعض الفصائل بالتستر على بعض عناصرها الفاسدة التي تقوم ببعض عمليات السرقة يدفعها إلى ذلك فصائلية مقيتة مقدمة على مصلحة أبناء الغوطة المحاصرين.