دخلت قوات «سوريا الديموقراطية» المؤلفة بغالبيتها من قوات «الحماية الكردية» الخميس مدينة منبج، أحد أبرز معاقل تنظيم «الدولة الاسلامية» في محافظة حلب في شمال البلاد، والتي يسيطر عليها الجهاديون منذ العام 2014، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما ضربت طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، بالقنابل الفوسفورية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية المعتدلة في محافظة حلب.
وأكد ناشطون ميدانيون أنّ مقاتلات روسية نفذت، ليلة أمس الاول، غارات طالت مناطق عندان، وحريتان، وبلدتي كفر حمرة، ومعرة الأرتيك.
وأضاف أحدهم أنّ قسماً من المدنيين اضطروا إلى ترك مناطقهم والفرار منها، فيما لجأ البعض الآخر إلى الطوابق الأرضية في الأبنية، للاحتماء من تأثير القنابل الفوسفورية الملقاة عليهم.
وتابع الناشط الإعلامي أنس صباغ، وهو ناشط ميداني محلي أن «المقاتلات الروسية تُغير بشكل مكثف منذ يومين، بالقنابل الفوسفورية على المناطق نفسها، وألحقت هذه الغارات دماراً كبيراً بالممتلكات والأبنية، إلا أنّها لم توقع ضحايا في الأرواح».
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «دخلت قوات سوريا الديموقراطية اليوم (أمس) مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة أمريكية»، مشيرا إلى «اشتباكات عنيفة تدور بين الأبنية وفي الشوارع داخل المدينة».
وأوضح عبد الرحمن أن قوات سوريا الديموقراطية تقدمت داخل منبج بعد ساعات من سيطرتها على قرية قناة الشيخ طباش عند الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، مشيرا الى «مقتل عنصرين من قوات سوريا الديموقراطية جراء تفجير لغم في أحد المنازل».
وأضاف المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور في الأجزاء الغربية من المدينة بعد أن تمكن تحالف سوريا الديمقراطية «من التقدم والسيطرة على المنطقة الواقعة بين دواري الكتاب والشريعة» على بعد كيلومترين تقريبا عن وسط المدينة.
وتوقع أن يكون تقدم هذه القوات «بطيئا داخل المدينة نتيجة الألغام والمفخات التي زرعها تنظيم الدولة الاسلامية لإعاقة عملية السيطرة على منبج».
وبدأت قوات «سوريا الديموقراطية» في 31 ايار/مايو هجوما في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على منبج التي استولى عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» العام 2014. وتمكنت الأسبوع الماضي من تطويق المدينة وقطع طرق إمداد التنظيم إلى مناطق أخرى تحت سيطرة الجهاديين ونحو الحدود التركية.
لكن اتباع الجهاديين استراتيجية التفجيرات الانتحارية والمفخخات أبطأ تقدم قوات «سوريا الديموقراطية».
وتعد منبج إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في محافظة حلب. ولمنبج تحديدا أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.
القدس العربي