رفضت محكمة الاستئناف الأمريكية، في وقت متأخر من مساء أول أمس السبت، طلباً من وزارة العدل، بإعادة العمل بالحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على المهاجرين، والذي يمنع مواطني سبع دول من دخول البلد ويحظر مؤقتاً استقبال اللاجئين.
وقضت محكمة الاستئناف في قرار عاجل برفض طلب الحكومة بإعادة العمل فورا بالأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب. وتنتظر المحكمة مستندات أخرى من ولايتي واشنطن ومينيسوتا (أمس الأحد) ومن الحكومة اليوم الاثنين.
ونص طعن الحكومة على أن قرار جيمس روبارت قاضي واشنطن يعرض الناس لضرر فوري ويعطل أمرا تنفيذيا و»يشكك في حكم الرئيس على مسائل الأمن القومي المتعلقة بحجم الخطر الذي يمثله دخول فئات معينة (من غير المواطنين) وأفضل سبل لخفض هذا الخطر إلى الحد الأدنى».
وندد ترامب بهذا «المدعو» قاضيا في سلسلة من التغريدات أول أمس السبت، وقال للصحافيين «سننتصر. من أجل سلامة البلاد سننتصر».
وفي السياق، أعلنت الخارجية الإيرانية، اعتزامها منح تأشيرات دخول للرياضيين الأمريكيين المشاركين في بطولة العالم للمصارعة الحرة المزمع انطلاقها في مدينة «كرمانشاه» (غرب)، يوم 16 فبراير/ شباط الجاري.
جاء الإعلان على لسان، المتحدث باسم الوزارة، بهرام قاسمي، حسب بيان نشر على الموقع الإلكتروني للخارجية.
وقال البيان «تقرر منح تأشيرات دخول للرياضيين الأمريكيين بناء على طلب الاتحاد المحلي والدولي للمصارعة، وذلك بعد أن علق قاضٍ فيدرالي أمريكي تنفيذ قرار الرئيس، دونالد ترامب بحظر دخول مواطني 7 دول بينها إيران للولايات المتحدة».
وكان مسؤولون إيرانيون، أعلنوا في وقت سابق، أنه لن يتم السماح للرياضيين الأمريكيين بالمشاركة في البطولة التي ستقام في 16 و17 من الشهر الجاري، وذلك ردا على قرار ترامب الصادر في 27 يناير/كانون الثاني الماضي.
في الموازاة، حذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، إيران من «اختبار حزم»إادارة الرئيس دونالد ترامب، بعد أيام من فرض واشنطن مجموعة من العقوبات الجديدة على طهران عقب إجرائها تجربة لصاروخ باليستي.
وقال بنس في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي نيوز» سجلت السبت «سيكون من الأفضل لإيران ان تدرك ان هناك رئيسا جديدا في المكتب البيضاوي. ومن الافضل لإيران ان لا تختبر حزم هذا الرئيس الجديد».
وقال بنس: «الإيرانيون حصلوا على اتفاق مع المجتمع الدولي نعتقد الرئيس وأنا وإدارتنا انه اتفاق سيىء للغاية».
وتأتي هذه التصريحات بعد ان أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس الأسبوع الماضي ان إيران «هي اكبر دولة راعية للإرهاب في العالم».
ورغم ان ماتيس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، قالا ان الولايات المتحدة ستلتزم بالاتفاق، إلا ان بنس ابدى شكوكا حيال ذلك، قائلا «نجري تقييما لذلك في الوقت الحالي».
واضاف «اعتقد أن الرئيس سيتخذ قراره خلال الأيام المقبلة. وسيستمتع إلى جميع مستشاريه، لكن يجب ان تعلموا بشكل مؤكد ان هذا الرئيس حازم جدا لدرجة ترتب على إيران التفكير مرتين بشأن مواصلة أعمالها العدائية».
وقال مسؤولون أمريكيون إن العقوبات الجديدة التي فرضت على إيران الجمعة كانت ردا على تجربة إيران لصاروخ باليستي مؤخراً ودعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن الذين استهدفوا مؤخرا فرقاطة سعودية.
وقال البيت الأبيض إن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة» بما في ذلك الخيار العسكري».
وكشفت وسائل إعلام ألمانية، أن واشنطن وضعت بعض الترتيبات مع دولٍ في المنطقة للاشتباك العسكري مع طهران، مضيفةً أن الأخيرة تتصرف بشكل غير حكيم في الظروف الراهنة. وأفادت وكالة «دويتشه فيله» للأنباء الألمانية، نقلاً عن خبير، رفض الكشف عن هويته، أنه تم وضع ترتيبات معينة مع 3 دول في المنطقة حتى يحصل اشتباك عسكري بينها وبين إيران، وأن الولايات المتحدة تتدخل عسكرياً بحجة دعم الإقليم من الخطر الإيراني، دون الإشارة إلى اسامي تلك الدول.
وشدد على أنه من الوارد أن العقوبات التي فرضتها واشنطن مؤخراً على شخصيات وكيانات إيرانية بتهمة دعمها للإرهاب والبرنامج الصاروخي، تكون مقدمةً لفرض عقوبات شاملة وحازمة ضد إيران وتمهيداً لحرب ضدها، مثلما حصل مع العراق خلال التسعينيات من القرن المنصرم.
ويعتقد الخبير أن الولايات المتحدة تحضر إلى سيناريو مماثل للسيناريو الذي نفذته ضد العراق منذ حرب 1991 في منطقة الخليج العربي. وقال «واشنطن ستستغل ما تسميه دعم طهران للإرهاب وزعزعتها للاستقرار والسلام في المنطقة، لتوجيه ضربات ضد إيران».
وأوصت «دويتشه فيله» طهران بأن تخفي قدرتها العسكرية وخاصة الصاروخية وألا تعلن عنها «حالياً»، كما فعلت الهند وتكتمت على برنامجها للصواريخ الباليستية لسنوات طويلة، مضيفةً أن على إيران أن تعلم أن لا أحد يعرض القضايا المتعلقة بالأمن القومي للبلاد كبرنامج الصواريخ الباليستية، وأن جزءا من سياسة الأمن القومي للبلاد هو التكتم على القدرات العسكرية.
وانتقدت التصرف الإيراني واصفةً إياه بالعشوائي، وقالت إن المسؤولين الإيرانيين يظنون أنهم إذ يعرضون قدراتهم العسكرية، فإنها ستخيف الجانب المقابل وتمنعه من الاشتباك معهم، مشددةً على أن تصرف المسؤولين الإيرانيين هو تصرف غير حكيم في الظروف الراهنة.
وأكد الخبير أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تريد أن تصرف وقتاً طويلاً للتعامل مع إيران، وأن هناك محاولات جادّة منها لربط الاختبارات الصاروخية الإيرانية الأخيرة والقادمة بانتهاك الاتفاق النووي.
ورأى أن ترامب لا يتمكن من تكرار السناريو العراقي ضد إيران، لكنه سيوجه ضربات قاصمة ضد الأمن والاقتصاد الإيرانيين، وأعتبر أن كلفة أخطاء القيادة الإيرانية التكتيكية والاستراتيجية ستكون باهظةً خلال الفترة المقبلة، وإن واشنطن تعول على ردّات الفعل الإيرانية، لإنشاء ائتلاف جديد ضد طهران.
في سياق منفصل، ينوي الرئيس ترامب تعيين تيد مالوش سفيرا لواشنطن لدى الاتحاد الأوروبي، وهو السياسي الذي ينادي بتفكيك الاتحاد وإنهاء العملة الموحدة اليورو. وبهذا يكون الاتحاد تحت ضغط كل من روسيا والولايات المتحدة.
ولا يخفي ترامب انتقاداته القوية للاتحاد الأوروبي سواء اتهامه بالعجز عن الدفاع عن نفسه عسكريا، وكذلك التردد في اتخاذ قرارات كبرى في مجال الهجرة ومكافحة الإرهاب والتجارة مع الصين. ولكي يثير حفيظة الأوروبيين، ينوي ترامب تعيين السياسي تيد مالوش سفيرا لواشنطن لدى المفوضية الأوروبية في بروكسل. وبينما يقوم ترامب بهذه الخطوات ضد الاتحاد، يهدف في الوقت ذاته إلى تعزيز العلاقات مع بريطانيا بعد البريكسيت، أي مغادرتها العائلة الأوروبية.
ويعتبر تييد مالوش، السفير الأمريكي المرتقب، معاديا للوحدة الأوروبية، فمن جهة، يشجع دول أوروبا الشرقية على إعادة النظر في انضمامها إلى اتحاد يعتبره ألمانيا – فرنسيا بينما الباقي لا يقررون، ومن جهة أخرى، يأمل في انهيار العملة الموحدة اليورو في ظرف سنة ونصف، أي نهاية 2018.
القدس العربي