ابتعد كبار أعضاء الحزب الديمقراطي الذى اعلن ترشيح هيلاري كلينتون لانتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل عن الجدل في قضية البريد الالكتروني رغم ضجة المندوبين حول القضية إلا ان مادلين البريت خرجت عن المحظور اثناء القاء كلمتها قائلة ان روسيا تحرص على ان يفوز دونالد ترامب في الانتخابات عبر نشر رسائل البريد الالكتروني للجنة الوطنية للحزب.
وقالت ان فوز ترامب في تشرين الثاني المقبل سيكون هدية لفلاديمير بوتين، وبالنظر إلى ما تعلمناه عن تصرفات روسيا في الآونة الأخيرة فإن حرص بوتين على فوز ترامب ينبغى ان يثير القلق عند كل مواطن أمريكي، وكان بوتين قد قال عندما تعرض لسؤال حول ترامب أن الأخير على مرتبة أولى في القيادة. ومن المعتقد ان روسيا كانت وراء اختراق رسائل البريد الالكتروني للجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي، وهي رسائل محرجة للغاية لأنها تفيد بأن هناك محاولات داخلية لتقويض فرصة بيرني ساندرز في معركته السابقة مع كلينتون كما تم نشرها على موقع ويكليكس في توقيت ملحوظ جاء بعد انتهاء مؤتمر الحزب الجمهوري وقبل أيام من بدء مؤتمر الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا.
من جهة أخرى، التقى مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع الروسية معا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للتباحث في التدابير والإجراءات العسكرية التى تضمن التخفيف من الحوادث المحتملة في الاجواء السورية ضمن اطار مذكرة التفاهم لسلامة الطيران بين البلدين.
وشارك في اللقاء مساعدة وزير الدفاع للشؤون الدولية، اليسا سلوتكين والاميرال مايكل دومون نائب المدير العام للوزارة، ووفقا للسكرتير الصحافي للبنتاغون بيتر كوك فقد استهدف الحوار ضمان تمسك كل طرف للتدابير التى تم الاتفاق عليها سابقا للتخفيف من الحوادث فى الاجواء السورية.
وهذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ إلقاء الأخير الذى تم لمناقشة الغارات الروسية على موقع مدعوم من التحالف الدولي في منطقة النتف السورية، وأوضح كوك ان الاجتماع ناقش وضع تدابير اضافية لأزمة لتجنب مثل هذه الحوادث مشيرا إلى ان الجانبين اكدا على ضرورة الالتزام بتعزيز السلامة التشغيلية وتجنب وقوع الحوادث وسوء الفهم في المجال الجوي فوق سوريا.
إلى ذلك، لم يستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة تبث الاربعاء ان تحاول روسيا التدخل في حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية ذهبت بعيدا في اتهامها روسيا بتسريب رسائل الكترونية للجنة الوطنية الديمقراطية، قال اوباما لشبكة «ان بي سي نيوز» ان «كل شئ ممكن».
واظهرت رسائل الكترونية نشرها الجمعة موقع ويكيليكس الريبة والكره الذي يكنه مسؤولو الحزب الديمقراطي لبيرني ساندرز المنافس السابق للمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون.
واضاف اوباما ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يواصل التحقيق في عملية التسريب.
ونقت موسكو اي تورط لها في التسريبات التي اربكت الديمقراطيين خلال مؤتمرهم في فيلادلفيا بعد ان قالت حملة كلينتون ان خبراء بالانترنت قالوا ان روسيا تتحمل مسؤولية في ذلك وهدفها مساعدة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الاربعاء ان وكالات المخابرات الأمريكية لديها «قناعة قوية» بان الحكومة الروسية تقف وراء عملية التسريب. غير ان أجهزة المخابرات تجهل ما إذا كان الأمر يتعلق بتجسس روتيني او ان كانت تمثل قسما من عملية تهدف للتاثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال اوباما انه لا يستطيع ان يقول شيئا عن الدوافع الدقيقة ولا عن عملية تسريب الرسائل لكنه ذكر بتعليقات سابقة لترامب بشأن روسيا.
واضاف حسب مقطع من المقابلة ان «دونالد ترامب عبر مرارا عن اعجابه بفلاديمير بوتين». واضاف «واعتقد ان ترامب حصل على تغطية (إعلامية) مؤيدة له من روسيا في المقابل».
وتابع الرئيس الأمريكي ان «ما نعرفه هو ان الروس يقومون بقرصنة نظامنا. ليس الانظمة الحكومية فقط بل الانظمة الخاصة ايضا».
وكشفت الشركة الأمنية «كراودسترايك» انها واجهت اختراقا في نيسان/ابريل في انظمتها وتعرفت على «خصمين متطورين» مرتبطين بالاستخبارات الروسية. واكد جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس مساء الثلاثاء لقناة «سي ان ان» الأمريكية ان «فريق حملة هيلاري كلينتون يستخدم تخمينات اتهامية بشان عمليات قرصنة سابقة في محاولة لصرف الانتباه عن رسائلنا الالكترونية (..) لأن وقعها السياسية كبير في الولايات المتحدة».
وتابع انه لحماية مصادر الموقع «نحاول احداث الحد الأقصى من الإبهام»، واضاف ان «استبعاد بعض الفاعلين يعني تسهيل التعرف على مصادرنا، ولهذا نحن لا نفعل ذلك ابدا».
واضاف «ربما يخرج المصدر أو المصادر من الظل. قد نكون إزاء لحظة مهمة، بعضهم سيشعر بالحرج».
القدس العربي – رائدة الصالح