«القدس العربي»
رغم تصريحات النفي الأمريكي حول حقيقة مفاوضات واشنطن مع طهران حول المشروع الإيراني النووي، واصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التأكيد على خطورة الاتفاق الآخذ بالتبلور مصمما على زيارة الكونغرس للتحذير من « الخطر الوجودي «.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس عن مصدر سياسي رفيع قوله إن إسرائيل مطلعة على كافة تفاصيل المفاوضات المذكورة، مشيرا إلى أنها لا تحصل على معلومات من واشنطن فقط. ويدعي المصدر أن مسودة الاتفاق تعمل على تجميد المشكلة الإيرانية بدلا من تفكيكها. وأوضح أن مسودة الاتفاق تتحدث عن مراقبة المشروع النووي الإيراني بدلا من إلغائه، زاعما أنه سيتيح لطهران مواصلة مشروعها النووي شريطة عدم حيازة يورانيوم بكميات تتيح صناعة قنبلة نووية. وتابع «هذه تسوية حقيقية من قبل واشنطن التي صممت حتى الآن على تحديد البرنامج النووي الإيراني طيلة 20 عاما في ما كانت تصمم طهران على عشر سنوات. وينسجم ذلك مع أقوال نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون الذي كرر أقواله أمس أن إسرائيل قلقة من المفاوضات لأنها لا تدور حول القضايا الجوهرية. كما جدد يعلون التهديدات بمهاجمة إيران في حال أثمرت المفاوضات مع إيران عن اتفاق سيء بهدف منعها من حيازة سلاح نووي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد وجه انتقادا إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على خلفية معارضته اتفاق الإطار المتعلق بالمشروع النووي الإيراني.
لقاء قادة الخليج
وقال إن كل من يتراكض ويقفز الآن ويعلن أنه لا يحب الصفقة، أو شيئا من هذا القبيل، لا يعرف تماما ماهيتها. وكان كيري يتحدث أمام لجنة فرعية في الكونغرس الأمريكي، وقال في تلميح إلى نتنياهو: «لا توجد صفقة حتى الآن، واقترح على الناس الانتظار ورؤية ما ستسفر عنه المفاوضات». وحسب تقديرات كيري، فإنه سيعرف قريبا ما إذا كانت إيران مستعدة لتقبل الاقتراح الذي نقل إليها من قبل القوى العظمى. وحسب أقواله فإنه من المتوقع ان يلتقي، الاسبوع المقبل، في لندن، بالملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وبوزراء خارجية الخليج، لاطلاعهم على التقدم في الاتصالات مع إيران.
وسبقه نتنياهو بالقول إن المعلومات التي بلغته في الأيام الأخيرة تؤكد تخوف إسرائيل من الاتفاق المتبلور بين القوى العظمى وإيران. وتابع «إذا وقع فإنه سيسمح لإيران بالتحول إلى دولة على عتبة التسلح النووي، أي بموافقة القوى العظمى ستحصل إيران على ترخيص لتطوير إنتاج القنابل، وهذه دولة تصرح علانية بأنها تنوي تدمير إسرائيل». واعتبر نتنياهو الاتفاق سيئا ويشكل خطرا على إسرائيل، وقال إنه ينوي بذل كل جهد من أجل منع توقيعه.
وأعلن رئيس البيت اليهودي نفتالي بينت انه سينضم إلى نتنياهو في رحلته إلى واشنطن كي يدعمه خلال القاء الخطاب في الكونغرس. وقال إنه في الموضوع الإيراني لا يوجد يمين ولا يسار، ففي الوقت الذي تقترب فيه إيران من السلاح النووي برعاية القوى العظمى لا وقت للسياسة، وأدعو كل قادة الأحزاب إلى ترك الخلافات جانبا والانضمام إلى نتنياهو ضد إيران».
لقاء المصالح الإيرانية ـ الأمريكية
ويرى البروفيسور ايال زيسر ان الاتفاق حول المسألة النووية بين إيران والولايات المتحدة وشركائها، بات كما يبدو، مجرد مسألة وقت. زيسر الخبير بشؤون الشرق الأوسط يرى في مقال نشرته «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو، أنه حتى إذا تطلب تحقيقه بضعة أسابيع أخرى، فإنه يبدو ان كلا الجانبين يصران على تحقيق ذلك ولن يسمحا لأحد – من الداخل أوالخارج ـ بوقفهما.
وهذا الأمر في رأيه ينم عن مصلحة واضحة، وعندما تكون هناك إرادة سياسية وعزم، لا أحد يسمح للتفاصيل الصغيرة بأن تشوش عليه. ويتابع « يمكن للأمريكيين الاكتفاء بالالتزام الإيراني بألا تصبح دولة نووية في العقد المقبل، ولكن الإيرانيين ليس لديهم أي سبب لشد الحبل والتحول إلى دولة نووية، فهم يملكون وقتهم في أيديهم وسيمتلكون الحصانة والشرعية الدولية لبرنامجهم النووي».
في المقابل يقول إنه على أي حال، إذا ألحت الحاجة أو تولدت فرصة في السنوات المقبلة، فإنه سيكون بإمكان إيران تمزيق الاتفاق، كما فعلت كوريا الشمالية. لكنه لا يستبعد سيناريو آخر تقع فيه إيران، أمام الوهن الأمريكي، في إغواء شد الحبل أكثر من اللزوم وبالتالي تفشل المحادثات، ويقول إنه ربما تستيقظ الولايات المتحدة وتصغي إلى حلفائها في المنطقة الذين يحذرونها من هذا الاتفاق، وإلا فإن الاتفاق سيكون مجرد مسألة وقت.