ساد الهدوء الحذر في سوريا بعد ساعات من بدء تنفيذ الهدنة بموجب اتفاق أمريكي- روسي، حسبما أفاد أمس الثلاثاء ناشطون في عدد من المناطق، فيما استهجنت فصائل المعارضة السورية استثناء «جبهة فتح الشام»، «النصرة» سابقا، من الهدنة التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا.
وأعربت فصائل المعارضة السورية، التي وافقت على الهدنة الأمريكية الروسية في سوريا، عن استهجانها لاستثناء جبهة «فتح الشام» من الهدنة، والتهديد بضربها في ظل عدم الحديث من قبل الأطراف الدولية عن الميليشيات الشيعية التي جلبتها إيران للقتال في سوريا.
وقالت الفصائل في بيان صدر عنها عشية سريان اتفاق الهدنة إن عدم استبعاد الميليشيات من الهدنة يمثل ازدواجا في المعايير، ويقلل من فرص نجاحها، وإن الروس والنظام السوري سيلجآن لضرب جماعات المعارضة المشاركة في الهدنة بحجة «فتح الشام».
وأشارت إلى أن «جبهة فتح الشام» لم تقم بأي أنشطة خارج الحدود السورية، بينما الميليشيات «الطائفية»، كما أسماها البيان، تقاتل إلى جانب الحكومة السورية، وتعمل عبر الحدود من العراق ولبنان وإيران.
وقال البيان إن الاتفاق تجاهل المناطق المحاصرة، ولم يقدم ضمانات ضد الحكومة التي تفرض اتفاقات محلية على المناطق المحاصرة، مثلما حدث مؤخرا في بلدة داريا قرب دمشق.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السابعة مساء الاثنين (16:00 ت .غ)، وكانت الليلة هادئة، بحسب هذه المصادر.
وقال حسان أبو نوح، الناشط المعارض في بلدة تلبيسة (ريف حمص)، «في العادة نسهر طوال الليل مع الطائرات، لكن نشكر الله، نمنا هذه الليلة».
وتمكن السكان القاطنون في القطاع الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة في حلب، ثاني مدن البلاد وأبرز جبهة حرب في سوريا، من السهر لغاية منتصف الليل للاحتفال بعيد الأضحى الذي صادف أول أيّامه الاثنين.
وعبر الناشط في مدينة سلقين (ريف إدلب) عن ارتياحه لان «النوم كان مريحا هذه المرة، والليلة كانت مميزة». وأضاف «يتوقع الناس أن يستمر الهدوء خلال فترة العيد فقط».
وأعلنت دمشق موافقتها على الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وواشنطن الجمعة والتزامها بتطبيق «نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام».
جاء ذلك فيما قالت إسرائيل إن طائراتها قصفت موقعا للجيش السوري أمس الثلاثاء بعد سقوط قذيفة مورتر طائشة من سوريا في الجانب الذي تسيطر عليه من هضبة الجولان، ونفت ما أورده بيان سوري عن إسقاط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بدون طيار.
وقالت قيادة الجيش السوري في بيان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية هاجمت موقعا للجيش السوري في الساعة الواحدة صباح أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت غرينتش) في ريف القنيطرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت أهدافا في سوريا بعد ساعات من سقوط قذيفة مورتر في هضبة الجولان. واحتلت إسرائيل الجولان من سوريا في حرب حزيران/ يونيو 1967.
وقال الجيش السوري إنه أسقط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بدون طيار بعد الهجوم الإسرائيلي.
وفي نفي لإسقاط أي من طائراته قال الجيش الإسرائيلي في بيان «أُطلق صاروخان أرض- جو من سوريا بعد مهمة استهداف مواقع مدفعية سورية. لم تتعرض سلامة الطائرات (الإسرائيلية) في أي مرحلة للخطر».
وأكدت دمشق أمس الثلاثاء رفضها إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب ولا سيما من تركيا من دون التنسيق مع حكومتها ومع الأمم المتحدة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية.
وأكد مصدر مسؤول في الخارجية، بحسب سانا، «تعقيبا على التصريحات الصادرة عن النظام التركي بشأن عزمه إدخال مواد يدعى أنها مساعدات إنسانية الى مدينة حلب فإن الجمهورية العربية السورية تعلن رفضها إدخال مثل تلك المواد من أي جهة كانت بما في ذلك بشكل خاص من النظام التركي دون التنسيق مع الحكومة السورية والأمم المتحدة».
وكانت أنقرة أعلنت أنها بدأت «الاستعدادت لنقل مساعدات إنسانية إلى حلب» كبرى مدن شمال سوريا التي تعاني وضعا إنسانيا كارثيا، حسبما أورد بيان للخارجية التركية السبت.
وأضاف مصدر الخارجية السورية «لا يحق لتركيا أن تدعي حرصها على الشعب السوري او أن تدعي مكافحة الإرهاب خاصة في مدينة حلب حيث كانت مساعداتها للإرهاب بلا حدود الأمر الذي أدى إلى كل القتل والدمار الذي شهدته مدينة حلب».
القدس العربي