طرطوس ـ «القدس العربي»
التقى وفد من مدينة طرطوس الساحلية مؤخراً بشار الأسد، وروى لـ «القدس العربي» أحد سكان ريف طرطوس خلال زيارته أحد أعضاء الوفد تفاصيل لقاء الأسد، مشيرا إلى أن الأسد قال لهم إنه يستطيع إنهاء الأزمة بأيّة لحظة، لكنّه سينتظر حتّى «تُنظّف» البلاد أكثر من الإرهابيين، وشعر بالامتعاض عند سؤاله عن سبب تقليص تعويض أسر قتلى جنوده.
يقول «ج.ر» : «اصطحبت بعض الرفاق لنزور «ب.ح» وهو أحد أعضاء الوفد الذي التقى الأسد، وكان من بيننا أحد أقربائه، بهــــدف معرفة تفاصـــيل اللقاء»، متابعــــا «لقد أخبرنا أن مدة لقائهم مع الأسد لم تتجاوز نصف الساعة، وأن انتظــــارهم دام أكثر من خمس ساعات، منذ لحظة وصولهم للقصر الجمهـــوري، لكنّه لم يبد مكترثاً للساعات الخمس تلك بقدر ما كان يـــودّ أن يريـــنا أهمــــيّة هذه الزيارة، التي تتناسب طــــرداً مع أهمـــيّة وقت رأس النظام السوري الذي تعمّد فعل مثل هــــذه الأشـــياء مـــع جميع الوفود لإضفاء صفة القداسة على لقاءٍ من هذا النوع».
وبحسب «ج.ر»، ان «ب.ح «وبكل فخر صرح بأنّه والوفد تلعثموا وارتبكوا ولم يعرفوا ماذا سيقولون لرئيسهم، حيث حاول إضفاء جو القداسة على حضور بشار الأسد وعلى هيئته وطريقته في الحديث، حيث تختفي وعلى حدّ تعبيره الأزمة بكل جوانبها وتدخل الطمأنينة إلى القلب، فالابتسامة لا تفارق محيّاه وحديثه الذي يبدو فيما لو أعاده علينا عاديّاً، لكنّه يؤكد لنا أنّه لم يكن عاديّاً».
وفيما إذا كان الوفد سأله متى ستنتهي الأزمة وكيف؟ أجاب «ب.ح» بكلّ ثقة أكد الأسد أنّه يستطيع إنهاء الأزمة بأيّة لحظة لكنّه سينتظر حتّى (تُنظّف) البلاد أكثر من الإرهابيين، وأنّهم نجحوا لحد الآن في كشف الكثير منهم لكنّ بعضهم لم يظهر بعد، ومسألة إنهاء «الأزمة» ستكون قريبة، لذا علينا أن نطمئن وألا نشغل بالنا كثيراً.
ويقول «»كان إلى جواري شاب في منتصف العمر، وله أخ قُتل على إحدى الجبهات، ويشعر باستياء شديد لأن التعويض تقلّص إلى 100000 مئة ألف ليرة، فسأله بشيء من الامتعاض عن سبب هذا التناقص وهذا التجاهل التام لتضحيات الشبّان الذي يقضون في صفوف النظام، فجاء الردّ مضحكاً وخطيراً، إذ أنّ بشار الأسد بدا عابساً ومستاءً من هذا السؤال وأجاب بطريقة جافة فهمها أعضاء الوفد فيما بعد على أنّه عتب القائد على رعيّته، أن ما من «شهيد» إلا وله أخ مسلّح أو من الدفاع الوطني، وأنّ هؤلاء سرقوا بما فيه الكفاية، وأنّهم أخذوا أكثر مما يستحقون، والدولة تغض النظر عنهم لأنّهم يقاتلون مع الدولة».
يبين «ج.ر»، أن «هذا ما يقوله رأس النظام في سوريا، كدلالة واضحة على الآلية التي يقود بها كلماته، تلك التي تشكّ أنّه لا يقودها لوحده، فهل يمنن رأس النظام الموالين بالسرقات ليعفوه من التعويضات؟».
وأضاف أن هذا ما سألناه لعضو الوفد «ب.ح»، حيث أكّد لنا أنّ خزينة الدولة فارغة تقريباً وأنّ مقصد الرئيس في ذلك أنّ السرقات أضعفت الاقتصاد.
قضينا ما تبقّى من الوقت مع «ب.ح» في مشاهدة الصور التي التقطها هـــو والوفد مـــع بشار الأسد، والتي قام «ب.ح» بتأطيرها فوراً وزركشتها وتعليقها في صدر المنزل، حيث أقرّ أن أكثر من نصف الوقت المخصص للزيارة كان لأخذ الصور مع بشار الأسد الذي كان مبتسماً في جميع الصور، فهل ستعفيه هذه الصور من استحقاقات الأيام المقبلة؟
أليمار لاذقاني