شكّلت اللجنة الأولمبية أول فريق للاجئين في تاريخ الألعاب الأولمبية، اثنان منهم سوريين ولكل فرد منهم قصة مميزة، لكن قصة السباحة السورية “يسرى مارديني” لها طابع خاص وتشكل مصدر إلهام لكل اللاجئين حول العالم.
هربت “يسرى” برفقة شقيقتها الأصغر “سارة” من سوريا العام الماضي إلى أوربا عبر بحر إيجه برفقة 20 شخصٍ من أبناء بلدها، على متن قارب مطاطي لم يتحمل أكثر من نصف ساعة حتى بدأ الماء يتسرب إليه آخذًا بالغرق قبل وصوله للشواطئ اليونانية، وبات مشهد الموت السوري والذي فرّت منه “يسرى” ومن معها يتجلى بين أعينهم في وسط البحر، لكن السباحة الشابة رفضت أن تهزم في ميدانها واستطاعت أن تصنع معجزة بإنقاذها عشرين شخصًا من الغرق، بعد أن نزلت إلى المياه الباردة وأخذت تجر القارب بمساعدة أختها وشابان فقط كانا يستطيعان السباحة، حتى وصلت بهم إلى جزيرة “ليزبوس” اليونانية.
حطت يسرى الرحال في برلين حيث تتدرب يوميًا مع المدرب الألماني “سفين سبنكربس” في ساعات الصباح الأولى، قبل أن تذهب إلى المدرسة وتعود مجددًا إلى ميدان السباحة في المساء.
كان من المقرر أن يتم تحضيرها من أجل الألعاب الأولمبية عام 2020 التي ستقام في العاصمة اليابانية طوكيو، إلا أن تطورها الهائل جعلها مهيأة للمشاركة في سباقيْ الـ 100 متر فراشة والـ 100 متر سباحة حرة في ألعاب ريو دي جانيرو 2016 الحالية.
والأكيد أن ما حصدته أثمن بكثير من ميدالية ذهبية، فهي باتت بطلة عالمية في السباحة لأنها استخدمت قدراتها في السباحة لكي تنقذ 20 إنسانًا من الغرق وهذا أعظم بكثير من الظفر بذهبية اولمبية.
ففي الرياضة هناك أبطال على صعيد محلي، وهناك أبطال على صعيد عالمي، وهناك أبطال يتحدون أصعب الظروف وينقذون أرواح الآخرين، و”يسرى مارديني” تنتمي إلى هذه الفئة القليلة.
صدى الشام