تروي هذه الأحداث السجينة السابقة عائدة الحاج يوسف، التي كانت مسجونة مع الفتاة صاحبة القصة…
“ليس الجميع قويا مثلك، لن نستطيع جميعا مواجهة المجتمع بتلك الوصمة على جبيننا التي تعرضنا لها في المعتقل”..هذا ما قالته “ياسمين زهير جنيد” من القنيطرة، وهي إحدى الفتيات التي اجتمعت بهن أثناء الاعتقال، لكنها رفضت حينها التحدث بما جرى معها، قبل أن تتراجع لتروي مأساتها.
“اسمي ياسمين من القنيطرة مواليد 1993 اعتقلني عناصر الفرقة الرابعة على حاجز السومرية واقتادوني إلى مقر الفرقة هناك، حيث لم تبقَ تهمة إلا ووجهت إليّ”.
وتضيف “قهقهة ضحكاتهم على أجوبتي لن أنساها ما حييت، وجهت لي تهمة استدراج العساكر والضباط وإجبارهم على الانشقاق، أمروني أن أخلع ملابسي كلها وعندما رفضت انهالوا علي ضربا بقطعة من البلاستيك الأخضر يعرفها كل من دخل ذلك المكان، ويدعونها (الأخضر الإبراهيمي)، مزقوا بعضا من ملابسي، وأجبرت على نزع ما تبقى منها بعد التعذيب، رميت في زنزانة منفردة حتى اليوم التالي، حيث أعدت إلى غرفة التعذيب مع شابين منشقين أجبرا تحت الضرب على الاعتراف بأني من دفعهما للانشقاق رغم عدم معرفتي بهما، اعترفت بما أرادو لأنهي ذاك العذاب لكنه لم ينته”.
تواصل “ياسمين” روايتها: “بقيت في ذاك المكان 15 يوما كان يتم اصطحابي خلالها إلى غرفة المحقق، لا أعلم رتبته لكن اسمه نادر من اللاذقية قال هذا مرارا خلال اغتصابه لي وتحت مفعول المشروب الذي كان دائما حاضرا معه وسكب على جسدي مشروبه أكثر من مرة، وبعد عدة أيام تم نقلي إلى فرع المنطقة ـ هكذا أخبرني بعض النسوة هناك ـ عارية تماما تم تفتيشي رغم قدومي من سجن إلى سجن ضرب وإهانة لمدة 30 يوما في غرفة كنت أصغر المتواجدات فيها واللواتي بلغ عددهن 40 امرأة 28 يوما تم بعدها نقلي إلى مخفر كفرسوسة إيداعا ثم إلى سجن عدرا وبعد 18 يوما في عدرا أمر القاضي بإخلاء سبيلي”.
وتختم “ياسمين” فصول مأساتها قائلة “عدت إلى قريتي فكانت نظرات العار وكلماته أكثر مما أتخيل، فأخذت أولادي واتجهت إلى تركيا هاربة، نعم هاربة من وطن سلب مني أغلى ما أملك ولم أستطع الدفاع فيه عن شرفي”.
نقلا عن ” زمان الوصل “