أصدرت كل من ولاية عنتاب والمجلس الإسلامي السوري والمجمع الفقهي التابع للنظام وعدد من التجمعات بيانات ترد على الرسوم الموجودة بمنهاج السيرة، التي أصدرها مركز الاستشراف والأبحاث أمس وانتشرت بريف حلب.
ولاية عنتاب تفتح تحقيقا
أعلنت ولاية غازي عنتاب عبر بيان لها أمس الخميس 25 من تشرين الثاني/نوفمبر، رفضها لاحتواء كتب السيرة النبوية للصور غير المقبولة دينيا وتعليميا التي طبعت من قبل إحدى دور النشر من إحدى الجمعيات وتم نشرها في منطقة العمليات في سوريا، مشيرة للشمال المحرر في ريف حلب الخاضع “للجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، والذي تديره الحكومة المؤقتة بالتنسيق مع الحكومة التركية.
أضاف البيان أنه بالرغم من تقديم دار النشر توضيحا أنه حصل “بطريق الخطأ غير المقصود” وتقديمها اعتذارا بذلك، إلا أنه سيتم التحقيق بهذا الأمر بشكل دقيق.
مركز الاستشراف يقدم اعتذاره
أصدر مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث المكلف من الحكومة بيانين متتابعين حول الصور، ونشر المركز الخميس 25 من تشرين الثاني على صفحته فيسبوك أنه ألف الكتاب بتكليف من وزارة التربية التركية، أشار المركز أن الرسوم ليست من أحداث السيرة ولا تعبر عنها لأن الأشخاص معاصرون لباسا ومكانا وزمانا ولا يحتاج لأدنى جهد لاكتشاف أنها لا تعبر عن النبي محمد أو أحداث حياته، خاصة أن الفقرات التالية هي تمهيد وتحمل معها تلك الصور.
ونوّه مركز الاستشراف الذي يشرف عليه الدكتور السوري “عماد الدين الرشيد” أنه كان الأجدر قراءة الأسئلة التحفيزية التي تحت الصور لتظهر حقيقتها وأنها مدخل تربوي لاستعداد الطالب لفهمه مضمون الدرس، أضاف المركز أنه وبسبب التساؤلات حول تعزيز الصور لهذا الوهم، فقد طلب من الوزارة سحب الكتاب لمعالجة الأمر.
ثم جاء البيان الثاني من إدارة مركز الاستشراف يقدم اعتذاره للشعب السوري بسبب الخطأ غير المقصود، حد وصفه، وتابع أن ملف الكتاب تم رفعه بصيغته القديمة خطأ إلى الوزارة من غير تصحيح وبالتالي وزارة التربية التركية ليس لها علاقة به.
المجلس الإسلامي ينتقد بشدة الصور ويدعو للتحقيق
انتقد المتحدث الرسمي باسم المجلس الإسلامي بإستنبول الأستاذ “مطيع البطين” اليوم الجمعة 26 من تشرين الثاني، عبر قناة المجلس على اليوتيوب الرسوم وأنه خطأ جسيم يتحمل مسؤوليته كل من شارك فيه وعبّر “البطين” رفض المجلس الشديد واستيائه من هذا الخطأ الفادح، كما حثّ المجلس سحب الكتاب من التداول وفتح تحقيق سريع وشفاف فيه. كما شكر المجلس ما وصفها غيرتهم على مقام النبوة وتعبيرهم الصادق عن حبهم لنبيهم، وانتقد “البطين” من وصفهم بدعاة الفتنة استغلال الحدث لافتعال الفتن.
إدانات محلية وحقوقية للصور
دانت نقابة المحامين الأحرار الصور في مقرر السيرة عبر بيانها على صفحتها فيسبوك 25 من تشرين الثاني، وأكدت أنها تتضمن إساءة لمقام النبوة بحجة أنها صور تعبيرية معاصرة كان لها صدمة في النفوس، ووصفت النقابة الأمر باللاأخلاقي وغير المسؤول وطالب بسحبه وإتلافه، وتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة الأمر ومحاسبة المسؤولين، كما طالبت الجهات الرسمية بتحمل مسؤوليتها ونوّهت أنها تتحفظ بحقها في ملاحقة ومحاكمة المسؤولين.
كما أعلنت رابطة الإعلاميين السوريين في إدلب 25 من تشرين الثاني ضرورة سحب الكتب وإتلافها ودعت لتشكيل لجان موحدة تراقب وتتابع المناهج الدراسية لمنع مثل هذه الفوضى في القطاع التعليمي.
هل وجود الرسوم هو خطأ تربوي؟
نشر الدكتور السوري المتخصص في التربية والمناهج وطرائق التدريس والشريعة “عارف جمعة” على صفحته فيسبوك 25 من تشرين الثاني، أن الرسوم في المرحلة الأولى للتعليم الأساسي لا تستعمل في التمهيد لأن الطفل سيربط بين المفهوم وصورته ولا يملك المعرفة المجردة، وقال “جمعة” أنه يستغرب استبعاد أساتذة التربية من التقويم والعمل التربوي ليتفرد من لا يملك هذه المهارات التربوية خشية مصادرة فكره النير، وأكد الجمعة أنه خلال 7 سنوات لم يلحظ من أصحاب المؤلفات والمدارس مشاورة في التعليم مع أنهم لا علاقة لهم بالتربية، بحسب وصفه.
وانتشر تسجيل مصور قيام أشخاص بجمع وحرق كتاب” السيرة النبوية” الذي تضمن الإساءة للنبي محمد في ريف حلب.
من هو عماد الدين الرشيد المشرف العام على المركز؟
الدكتور الرشيد من مواليد مدينة فيق التابعة لمحافظة القنيطرة عام 1965 نزح لدمشق بعد نكبة حزيران 67، حاصل على إجازة الدكتوراه من كلية الشريعة بدمشق، وإجازة في الدبلوم التربوي، من كلية التربية بدمشق، عمل نائبا لعميد كلية الشريعة للشؤون العلمية بدمشق ورئيسا لقسم الدراسات العليا فيها، غادر سوريا بشكل نظامي، لم ينجح عماد بإعادة هيكلة المجلس الوطني المعارض، وزار المجلس الوطني الليبي في صيف 2012 وقدم المجلس يومئذ منح مليار دولار وفتح مخازن السلاح للمعارضة استلمها عماد في بنغازي وأعلن عن تسلمه 90 مليون دولار للكثير من أصدقائه واجتمع مع الوزيرة كلينتون في استنبول عام 2012 لبحث التطورات في الثورة السورية، بحسب موقع مركز الرصد والتوثيق.
يذكر أن المجمع الفقهي الذي أسسه بشار الأسد عقب إلغائه منصب الإفتاء في مناطق سيطرته الذي كان يرأسه الدكتور أحمد حسون، قد أصدر بيانا يدين فيه الرسوم والجهة التي أصدرته، كما وجد المجمع المقرب من النظام الرسوم فرصة لتوجيه رسائل التخوين للمعارضة والمؤسسات الدينية التي وصفها بالعابثة بالمقدسات، في حين أن النظام دمّر وقتل مئات المساجد والعلماء المعارضين له.
تقرير خبري/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع