قالت كارلا كوينتانا رئيسة “المنظمة المستقلة للتحقيق في المفقودين في سوريا” التي تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، إلى أن مصير المفقودين يتطلب تدخلاً عاجلاً، وقال: “الوقت ينفد بالنسبة لسوريا”.
لا يزال مصير عشرات الآلاف من الأشخاص الذين “اختفوا في سوريا” بسبب سياسات نظام بشار الأسد المخلوع، والتي لم تترك المدن فحسب، بل وأرواحًا بشرية تحت الأنقاض منذ الحرب الأهلية التي بدأت في سوريا عام 2011، غير مؤكد.
ورغم إطلاق سراح المعتقلين في السجون ومراكز الاعتقال بعد انهيار نظام البعث الذي استمر 61 عامًا، واكتشاف مقابر جماعية في العديد من المحافظات، فإن عائلات الضحايا لا تزال غير قادرة على تلقي أخبار عن ذويها المفقودين.
وبحسب بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، لا يزال مصير أكثر من 150 ألف شخص مجهولا منذ الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011 في ظل نظام الأسد المخلوع في سوريا.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزح أكثر من 14 مليون سوري قسراً منذ الحرب الأهلية، في حين يكافح أكثر من 6 ملايين شخص من أجل إعادة بناء حياتهم “المفقودة” في البلدان المجاورة.
وبحسب وكالة الأناضول اليوم الخميس 12 حزيران (يونيو) أدلت كارلا كوينتانا رئيسة المنظمة المستقلة للتحقيق في المفقودين في سوريا بتقييمات بشأن العمل الذي تقوم به المنظمة للعثور على الأشخاص الذين اختفوا قسراً وتشردوا والذين لا يعرف مصيرهم في سوريا.
وقالت كوينتانا إنهم يجرون عمليات بحث واسعة النطاق، حتى عن أولئك الذين اختفوا في سوريا منذ عقود، بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين. كما أكدت أن الوصول إلى المفقودين أحياء يعد من أهم مبادئ المنظمة، وقال إنه إذا لم يكن المفقودون على قيد الحياة فإن هدفهم هو تسليم جثثهم إلى الجهات المختصة.
وأوضحت كوينتانا أنهم أصروا على أن تكون المنظمة “جهدًا وطنيًّا” يحظى بدعم المجتمع الدولي، وأنهم عملوا على دعم المجتمع والإدارة السورية في هذا السياق.
وقالت كوينتانا إنهم التقوا بمسؤولين لمناقشة افتتاح مكتب في العاصمة السورية دمشق قريبًا، وأنهم متفائلون حيال ذلك. وأضاف: “نحن متفائلون بإمكانية تحقيق ذلك قريبًا للتواصل مع السوريين”.
وأشارت كوينتانا إلى أنهم استخدموا العديد من التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، للعثور على المفقودين، وقال إنهم استخدموا قواعد البيانات وعلم الطب الشرعي والخبراء في هذه المجالات للحصول على بعض المعلومات التي يمكن أن توجه جهود البحث.
وقالت كوينتانا، في إشارة إلى استخدام المنظمة لأساليب الطب الشرعي المُجرّبة وتعاونها مع الدول الأعضاء التي تدعم أنشطة المنظمة: “الوقت ينفد بالنسبة لسوريا، والوصول إلى المفقودين يتطلب تدخلًا عاجلًا. وكلما أسرعنا في التحرك تمكنت العائلات السورية من الوصول إلى الحقيقة بشكل أسرع”.