منحت فصائل مقاتلة الأطراف الراعية للهدنة المعمول بها في سوريا منذ نهاية فبراير، أي واشنطن وموسكو، مهلة 48 ساعة لإلزام قوات النظام وقف هجومها على مناطق عدة قرب دمشق.
وأمهل 39 فصيلا مقاتلا في بيان الأحد “الأطراف الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية مدة 48 ساعة لإنقاذ ما تبقى من هذا الاتفاق وإلزام نظام الأسد وحلفائه بالوقف الكامل والفوري للهجمة الوحشية التي يقوم بها على مدينة داريا ومناطق الغوطة الشرقية”.
واعتبرت الفصائل المقاتلة أن قصف قوات النظام “لكافة المناطق المحررة وخصوصا مدينة داريا، وعجز المجتمع الدولي عن إدخال علبة حليب أطفال واحدة” إليها و”الحملة الوحشية وغير المسبوقة” عليها، جميعها أسباب دفعتها إلى “اعتبار اتفاق وقف الأعمال القتالية بحكم المنهار تماما”.
ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات جوية على مدينة حلب وأطرافها الشمالية للمرة الأولى منذ بدء سريان الهدنة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن “شنت طائرات حربية سورية وروسية الأحد 40 ضربة جوية على طريق الكاستيلو ومحيطه في أطراف مدينة حلب الشمالية والشمالية الغربية”.
وأضاف “أنها الغارات الجوية الأعنف منذ بدء الهدنة” في 27 فبراير كما أنها “المرة الأولى التي تتدخل فيها الطائرات الحربية الروسية منذ ذلك الوقت”.
ويعد طريق الكاستيلو، المؤدي إلى غرب البلاد، المنفذ الوحيد لسكان الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب. ومع التدهور المستمر في الأزمة السورية عبر الأخضر الإبراهيمي – المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا – عن مخاوفه من تحول سوريا إلى صومال جديد.
وقال الإبراهيمي “الخطر الذي يهدد سوريا حاليا ليس التقسيم وإنما التحول إلى صومال جديد بسقوط الدولة وأن النفوذ الإيراني هناك أقوى من الروسي”.
وأضاف الإبراهيمي قائلًا “باعتباري أعرف حقائق في الواقع السوري لم يصلها الإعلام، ما أخشاه اليوم على سوريا ليس خطر التقسيم وإنما الصوملة، أي أن تنهار الدولة ويسيطر أمراء العصابات على الأرض”.
العرب