قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه اليوم الجمعة إن قافلة مساعدات تحمل أغذية وأدوية وإمدادات طوارئ أخرى لنحو 37500 شخص وصلت إلى منطقة الوعر المحاصرة بمدينة حمص في سوريا.
وأضاف “قافلة الوعر اكتملت الليلة الماضية، وعاد الفريق سالماً إلى قاعدته… من المقرر إرسال قافلة ثانية لإمداد بقية من هم في الوعر، الذين يقدر عددهم بنحو 75 ألف شخص في الأيام القليلة القادمة”.
وقال لايركه إن قافلة أخرى انطلقت متجهة إلى عفرين بشمال حلب، لكن لم تنطلق قافلة معونات مخصصة لضاحية كفر بطنا في دمشق بسبب “تعقيدات لوجيستية في اللحظات الأخيرة”. وأضاف أن الأمم المتحدة تأمل أن تتحرك القافلة في الأيام القليلة القادمة.
ووصول المساعدات لمنطقة الوعر يعني أن منطقتين محاصرتين فقط هما اللتان لم تصلهما مساعدات منذ أن بدأت الدول الداعمة لعملية السلام، بوساطة الأمم المتحدة، في عقد اجتماع أسبوعي “لمجموعة العمل الإنسانية” في مارس آذار بهدف إعطاء دفعة لإيصال المساعدات.
وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمس الخميس إن الأمم المتحدة تأمل في إرسال قوافل مساعدات إلى آخر منطقتين محاصرتين في عربين وزملكا في ضواحي دمشق النائية خلال أيام، على الرغم من أن الأمم المتحدة والحكومة السورية مختلفتان على عدد قاطني المنطقتين.
وقال إيجلاند إن وكالات الإغاثة تحتاج إلى الوصول للمدنيين بصفة دائمة، وليس على النحو الذي يحدث حالياً، حيث تمنح الحكومة السورية القوافل الإذن بالدخول أو تمنعه أو تسمح بدخول جزئي أو مشروط لبعض القوافل.
وأشار إلى أن الحصار لم يرفع عن أي منطقة على الرغم من التقدم الواضح في إيصال المساعدات هذا الشهر.
وقال رياض حجاب، منسق “الهيئة العليا للمفاوضات” التي تمثّل المعارضة، إن الوعر -وهي المنطقة الوحيدة من مدينة حمص التي لا تخضع لسيطرة الحكومة- على شفا كارثة إنسانية، واتهم الأمم المتحدة بالاستسلام لسياسات الحصار والتجويع التي تتبعها الحكومة السورية.
وقال حجاب، في خطاب موجه للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون، إن سكان الوعر تعرّضوا لضغوط هائلة بسبب الظروف الإنسانية المتردية والقصف والتجويع الذي فرضه نظام الأسد للموافقة على هدنة محلية.
وأضاف أن مكتب الأمم المتحدة في دمشق ساعد النظام على فرض شروط هذه الهدنة.
واتهمت جماعة (من أجل سوريا) هذا الأسبوع الأمم المتحدة بالسماح للحكومة السورية بالتحكّم في كيفية توزيع المساعدات، وهو ما يمكنها من استخدام التجويع كسلاح في الحرب.