منذ وجد البشر وجدت معهم وسائل النقل التي تساعدهم على التنقل بين مكان وأخر، ولطالما بحث البشر عن وسائل نقل تناسبهم بحيث تكون الأقل تكلفة والأكثر فاعليةً.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
في الشمال المحرر لا يمكنك أن تتجول في أي شارع دون أن تلاحظ عشرات الدراجات النارية، أو أن تمرّ في رصيفٍ لا تجد فوقة العشرات من الدراجات النارية المصفوفة، هي بكل اختصارٍ وسيلة النقل الأولى دون منازعٍ لدى الناس في المحرر.
ما يميّز الدراجات النارية هو رخص أسعارها وتوفيرها الكبير للوقود وقلة أجور صيانتها، فالأسعار تتراوح بين 50 دولار للدراجة البسيطة إلى 400 دولار للدراجة الممتازة فأنت مخيّرٌ في الشراء وبإمكانك أن تشتري الدراجة النارية التي تناسب دخلك.
أما المميز الثاني لهذا النوع من وسائل النقل فهو التوفير في استهلاك الوقود فقد تضع لترين من البنزين لتسير على الدراجة النارية أكثر من 100 كيلو متر وهذا ما يزيد إقبال الناس عليها، أضف الى ذلك أجور تصليحها البسيطة والتي لا تتعدى ال 20 ليرة تركية للأعطال الصغيرة و 40 لأكبر الأعطال.
ابو محمد مهجرٌ من ريف حمص وأحد مَن يقتنون الدراجات النارية، سألناه عن سبب اختياره لهذه الوسيلة فقال:
” الدراجة النارية هي لقمة الفقراء من لا يستطيع شراء سيارةٍ بالتأكيد لن يعجز عن شراء (موتور ) أو دراجةٍ ناريةٍ، وكما تلاحظون لا يوجد نقل عام في المحرر فالناس مجبرةٌ على البحث عن بديلٍ عملي ”
فكما قال أبو محمد ربما يكون عدم وجود نقل عام ضمن المدن أو بين المناطق أحد أسباب ازدهار تجارة الدراجات النارية .
توجهنا إلى بازار الجمعة في مدينة إدلب وهو سوقٌ مخصصٌ لتجارة الدراجات النارية حصراً، سألنا التجار عن أبرز مشاكل اقتناء الدراجات النارية فقال لنا أحدهم ويدعى خالد:
” الدراجات النارية هي الوسيلة الأولى للنقل في المحرر ولكن أكبر مشكلة تواجهها هي السرقة فالدراجات ذات حجم صغير سهلة السرقة، وخصوصاً أننا نعيش في المدينة ومعظم الناس تسكن في طوابق وتضع الدراجات النارية في الشوارع فتتعرض للسرقة ”
وأخيرا تسعى الجهات المختصة لتنظيم عملية بيع وشراء الدراجات النارية من خلال الترسيم وتسجيل تلك الدراجات وهو مشروعٌ قيد التطبيق هذه الأيام لعله يحل مشكلة سرقة الدراجات وإعادة بيعها.
تبقى الدراجة النارية هي خيار الفقير الأنسب والأرخص والأكثر جودةً وفعاليةً في منطقة تعاني من الحرب والدمار ويحتاج الناس فيها لوسيلة نقلٍ تتناسب مع ظروف الحرب.
المركز الصحفي السوري
بقلم ضياء عسود