نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقرير اليوم اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناولت فيه النسبة المتزايدة مؤخرا لشهادات الوفاة الصادرة عن السجل المدني التابع للنظام بحق معتقلين سياسيين.
استهلت الصحيفة تقريرها، أن النظام السوري بدأ بإصدار شهادات وفاة بحق معتقلين سياسيين بازدياد غير مسبوق، وذلك بحسب مجموعات ترصد سجون النظام في خطوة لحل مصير الآلاف من السوريين المفقودين.
وتابعت الصحيفة أنه منذ ربيع العام الحالي قامت دوائر النفوس التابعة للنظام بإصدار مئات شهادات الوفاة، حيث تفيد العديد منها بأن السجناء قد وافتهم المنية في السنوات الأولى للصراع.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين في نظام الأسد لم يدلوا بأي تفسير علني حول الزيادة في إصدار تلك الوثائق.
ويرى خبراء في مجال حقوق الإنسان ومراقبون أن كشف مصير العديد من المفقودين يعكس الثقة المتنامية لنظام بشار الأسد في ظل تقدم قواته واستعادتها لأخر الجيوب في مناطق سيطرة الثوار، حيث يقول خبراء أن سلطات النظام لم تعد خائفة من إثارة مقاومة أعنف من خلال الكشف عن الوفيات الكبيرة في معتقلات النظام.
وقالت الصحيفة أن تلك الزيادة تشير إلى أن الأسد بات يشعر بالأمان لدرجة أنه بدء بطوي صفحة حرب امتدت سبع سنوات من خلال شهادات الوفاة مشيرا للسوريين أنه حان وقت المضي قدما ومؤكداً بأسلوب شرس أنه في سدة الحكم.
وأشارت الصحيفة أنه منذ انطلاق الانتفاضة ضد بشار الأسد في عام 2011، أن أكثر من 104,000 شخص اختفى بشكل قسري أو تم اعتقاله وفقا لإحصاءات صادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
90% من هذا العدد يعتقد بأنهم في معتقلات النظام في شبكة من السجون حيث الجوع و التعذيب والأشكال الأخرى من الإهمال القاتل تستخدم كأساليب ممنهجة في القتل، بينما النسبة المتبقية أي 10% يعتقد بأنها معتقلة لدى الثوار والمجموعات الأخرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن المحامين في هذا المجال قالوا بأن وزارة الدفاع التابعة للنظام أرسلت أسماء المئات من المعتقلين إلى دوائر السجل المدني في البلاد خلال الأشهر الفائتة وطلبت تسجيل وفاتهم، وقد تم تسجيل شهادات الوفاة في محافظات دمشق واللاذقية وحمص وحماة في الأسابيع القليلة الماضية.
وأفادت الصحيفة أن دوائر السجل المدني أصدرت شهادات وفاة بتفاصيل قليلة حول المتوفيين، بينما شهادات الوفاة الأخرى صدرت عن المشافي العسكرية التي تقوم بإصدار وثائق رسمية وتقارير طبية، وتدرج بشكل روتيني سبب الوفاة على أنها وقعت نتيجة ذبحة قلبية أو جلطة.
وذكرت الصحيفة أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت مطلع الشهر الحالي أنها وثقت 161 شهادة وفاة في البلاد منذ أيار، وقالت أن معتقلين سابقين في سجن صيدنايا أطلق سراحهم مؤخرا في أيار وصفوا إعدامات تجري بشكل منتظم إضافة إلى اعتداءات بدنية وحجب الرعاية الطبية العاجلة والوجبات الشحيحة التي أودت بحياة نزلاء معهم في الزنزانة نتيجة الجوع الشديد أو سوء التغذية.
اختتمت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن معظم الوثائق التي أطلعت عليها صحيفة الواشنطن بوست تقول بأن المعتقلين توفوا بين عامي 2013 و 2015 بفارق زمني لا يقل عن سنتين على توقيع وختم الأطباء العسكريين لوثيقة الوفاة و التقرير الطبي، ولم يتم تسليم الجثث لأفراد عائلتهم وبقي مكان الدفن مجهولا لذويهم.
رابط المقال الأصلي
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري