“أنا كل يوم عم موت مية موتة ياريت موت وأرتاح ” ..كلماتها تخرج ثقيلةً ،حشرجةُ صوتِها تُنذرُ بقرب أجلها كما تمنت، دموعها تجري من عينين غائرتين بالسواد كوادٍ غير ذي زرعٍ، لتجريا على عَجلٍ منذرةً بهموم وذكريات الماضي والمستقبل تعيشُ تفاصيلها في كل لحظة، في نهرين شقتهما الأيام الصعبة على وجه تحكي تجاعيده هموم الحياة، تروي تفاصيله دون صوت تنبئك بأحداث أيامٍ لهولها تحسب تفاصيلها قُدت من خيال
أقعدها المرض لتعجز فوق عجزها هي اليوم تتسوّل المارة، تستعطفهم لكي يجودوا عليها بما يقيم صلبها.
أم خالد (اسم مستعار)مسنة بلغت الخامسة والستين لم ترحمها الحرب التي سلبت منها بداية زوجها، بعد أن سقطت قذيفة هاون على منزلها انتقلت إلى غيره لتتابع حياتها مع ابنين.
مهجرة من حي اليرموك فارقته بعد أن دخلته قوات النظام ركبت باص الذل كما أسماه الذين فارقوا ديارهم عنوة بعد أن وقعوا بين نارين، نار فراق الديار بعد أن استعد النظام لاقتحامها ونار البقاء بها.
استقلت الحافلة مع من عرفت ومن لم تعرف وبرفقة ولديها تصف رحلة التهجير بكلام متقطع تتمناه حلماً خيالاً ستصحو منه، كانت تكلمني تفيض دموعها لدرجة أنني أظن أنها قد جفت لغزارتها.
لم تكن عيونها تبكي فقط بل قلبها الذي تضطرب دقاته ويعكسه ثوبها الممزق الراوي بصمت فقر حالها.
قالت لي نزحنا في شهر فضيل كنت أحبه في رمضان جئنا إلى إعزاز مكثنا أياما معدودة لم نتنفس هواء صفاء ورخاء الذي وعدونا به عندما تركنا الديار.
ولكن خلال يوم قاتم أصيب ولداي بقذيفة حرب أبت إلا أن تلحق بهما لتحصد أرواحهما وتجعلني وحيدة .
“لم أحتمل الصدمة وبعد هول المصيبة لم يحتمل جسدي فأصابتني خثرة بالدم (جلطة) تلقيت العلاج المناسب لم تفارقني روحي كما فعلت عائلتي وعندما صحوت من الموت وجدت نفسي عند عائلة تعطف عليّ وأنا قعيدة كرسي متحرك”
لكن أحوالها ليست أفضل من حالي لذلك أخرج على كرسي المتحرك لأطلب من المارة ما يسد رمقي أنا لم أعتد التسول ولم أتخذه مهنة.
وعلى الطرف المقابل من ساحة الحرب في معركة البقاء من أجل الحياة المسن أبو مصطفى (اسم مستعار) الكهل السبعيني ودع أبناءه الثلاثة واحداً تلو الأخر ليجد نفسه مسؤولاً عن أبنائهم الأيتام.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/444799267093140
فهل ستضع الحرب أوزارها وتخفض جناحها لهم وترحم من تعداهم الشباب إلى الكهولة التي أفقدتهم القدرة على مواجهة الحياة كما كانوا شباناً.
قصة خبرية / أمل الشامي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع