انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية امس إغلاق الدول المجاورة لسورية ابوابها في وجه الفلسطينيين الفارين من الحرب هناك، متهمة الاردن بترحيل 100 منهم قسرياً الى سورية.
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة نديم خوري خلال مؤتمر صحافي ان «الابواب تغلق في وجه فلسطينيي سورية ليس في الاردن فقط بل في لبنان ودول اخرى». وأضاف ان «لبنان فرض قيوداً على دخول فلسطينيي سورية وقام بترحيل اشخاص عدة قسراً والعراق اغلق ابوابه في وجه الفلسطينيين واليوم نتحدث عن الاردن». وأكد خلال اطلاق تقرير بعنوان «غير مرحب بهم: معاملة الأردن للفلسطينيين الفارين من سورية» ان «ما يزيد على مئة حالة تم ترحيلها قسراً من الاردن الى سورية».
واعتبر ذلك «انتهاكاً جسيماً لواجبات الاردن الدولية»، موضحاً ان «هذه الفئة تواجه نفس الاخطار من حرب واستهداف التي يواجهها اللاجئون السوريون ولكنها لا تجد نفس الفرص للهروب».
وأشار خوري الى ان «هناك فئة كان لديها جنسية واوراق ثبوتية اردنية وتم التعامل معها بشكل اعتباطي. وفي حالات عدة تم سحب الجنسية والترحيل قسراً الى سورية». وأضاف: «حتى وان كان الجواب الرسمي ان هؤلاء رحلوا لضبط دخولهم بطريقة غير شرعية او وثائق منتهية او مزورة، يحق للاردن محاكمتهم لكن ليس ترحيلهم».ويشير التقرير الى ان الأردن حظر رسمياً دخول الفلسطينيين القادمين من سورية منذ كانون الثاني (يناير) 2013، وأبعد قسراً أكثر من 100 ممن تمكنوا من دخول البلاد منذ منتصف 2012، وبينهم سيدات وأطفال.
من جانبه قال آدم كوجل، الباحث في قسم الشرق الاوسط في المنظمة خلال المؤتمر الصحافي ان «اللاجئين الفلسطينيين في سورية يواجهون نفس العنف ونفس القتل والدمار الذي يجبر السوريين انفسهم على الفرار الى الاردن او لبنان او دولة اخرى». واشار الى ان «بعضاً منهم ممن يحملون الجنسية الاردنية يدخلون المملكة لكن يمنع من انتهت صلاحية اوراقه الثبوتية من الدخول وفي بعض الحالات جردوا من جنسيتهم وتم ترحيلهم قسراً الى سورية». وأوضح كوجل ان «المشكلة هنا انه حين تجرد السلطات هؤلاء من الجنسية لا يبقى معهم اي اوراق ثبوتية لدى اعادتهم لسورية. وهناك لا يستطيعون عبور نقاط التفتيش من دون وثائق تعريف فيعلق بعضهم على الحدود».
وقالت «هيومن رايتس ووتش» في التقرير ان «معظم البلدان المجاورة للأردن فرضت بدورها قيوداً على دخول الفلسطينيين القادمين من سورية، تاركة الآلاف عالقين في مواجهة أخطار جمة».
ودعت المنظمة الحكومة الاردنية الى «المسارعة بإلغاء الحظر الذي فرضته على دخول اللاجئين الفلسطينيين ووضع حد لترحيل الفلسطينيين القادمين من سورية». وبحسب وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، تخطى عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية قبل اندلاع النزاع منتصف آذار (مارس) 2011، عتبة 500 الف شخص. الا ان 70 في المئة من هؤلاء نزحوا داخل سورية وخارجها.
ويقول الاردن انه يستضيف أكثر من 600 الف لاجئ سوري مسجلين يضاف الى هؤلاء بحسب السلطات نحو 700 الف سوري يقيمون في المملكة منذ ما قبل اندلاع النزاع.
“أ.ف.ب”