مع ظهور الثورةِ الصناعيةِ في القرنِ الثامنِ عشر وخروج المرأة لعالم العمل، أصبح للمرأة دورٌ كبيرٌ في المجتمعِ وبنائه، حيث يعملنَ في كافة مجالات الحياة..
النساء هن الخاسر الأكبر في ظل الحروب والكوارث، يتحملن مسؤوليةً كبيرةً بعد غياب أزواجهن.
حسب ما وثقت فرق الأمم المتحدة فإن (258) مليون سيدة أرملة عشرهن تحت خط الفقر..
“ميساء” واحدة من تلك النساء، تنحدرُ من ريفِ إدلبَ الجنوبي حيث توفي زوجها هناك، “كنتُ من أضعف الناس خلال الفترة الأولى لرحيله، كان هميَ الوحيد القدرةَ على تأمينِ حياةٍ كريمةٍ للأطفال”.
استطاعت ميساء تجاوزَ كل تلك الأفكار، والنهوضَ من جديد، وهي اليوم أصبحت تمتلك مشغلها الخاص بالخياطة، وعددا لا بأس به من العمال.
“عملت في الخياطة من باب الهواية، وأحببتها كثيراً، افتتحت ورشتي الخاصة في منزلي، بعد استلاف مبلغ من المال وشراء عدد من المكنات، اعتمد الآن على نفسي، واستطيع تحمل تكاليف الحياة ومصاريف الأولاد”.
تعد مهنة الخياطة باب رزق للكثير من النساء لسهولة العمل وامكانيته في المنزل كـ “أم احمد” التي تعيل أبناءها الخمسة، وزوجها الذي يعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عملها على آلة الخياطة المتواضعة.
“تعب نظري قليلاً، لكن لا بأس فالحال يرثى له ولن نستطيع مقاومة تكاليف الحياة إن لم اعمل واستمر”.
تجلس “أم احمد” أكثر من عشر ساعات خلف مكنتها الصغيرة، بعزيمة وإصرار لتكسب لقمة عيشها.
“آمل بشراء مكنة كهربائية لأعمل بسهولة أكبر، لكن وإن اشتريتها لا يوجد كهرباء!”.
لا يقف دور المرأة هنا، فهي نصفُ المجتمع وحجرُ قوامه، حتى أصبحت نسبة العاملات من النساء تفوق 47% يعملن في جميع مجالات الحياة.
إبراهيم الخطيب