“يعيش تنظيم الدولة الإسلامية أياما معدودة، وحالة الطوارئ تضرب الرقة إحدى أهم مدنه في سوريا”، بهذه الجملة لخص التحالف الدولي الحالة الأمنية والعسكرية لتنظيم الدولة، وذلك خلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم التحالف العقيد ستيف وارين عقده عبر دائرة تلفزيونية من بغداد مع صحفيين في واشنطن.
معركه جديدة وهجوم وشيك ستشنه “قوات سوريا الديمقراطية” على معاقل التنظيم في الرقة، حيث لجأ الأخير إلى تقنيات التمويه وإخفاء الشوارع والأرصفة بتغطيتها بقطع قماش لتلافي الضربات الجوية، بحسب ما أضاف العقيد وارين الذي قال أيضا إن تنظيم الدولة “يشعر بالخطر” مع مشاهدته قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب التحالف يتحركان على طول حدود الرقة الشرقية والغربية.
ويرى مراقبون أن ما جاء في تصريحات التحالف الدولي قد يبدو واقعيا، بالنظر إلى التصعيد العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور وسيطرته على نحو عشرة مواقع تابعة لقوات النظام خلال هجمات متزامنة، حيث بدت تحركات التنظيم وكأنها تهيئة لمدينة دير الزور لتكون عاصمة له في سوريا قبل أن يخرج من الرقة.
تحضير دولي
يقول المحلل العسكري عبد الناصر العايد إن فرضية الهجوم على تنظيم الدولة أمر وارد في كل لحظة، وهناك تحضيرات دولية وإقليمية لهذا الهجوم، كما أن هناك أرضية سياسية جاهزة لهذا التحرك.
وأضاف العايد للجزيرة نت أن أطرافا إقليمية ودولية تتحضر للدخول في الحرب السورية من بوابة محاربة تنظيم الدولة، وأن جهودا ميدانية تبذل للبدء بالهجوم.
ويرى العايد أن الهجوم المتوقع -بغض النظر عن حجمه وطبيعته والقوى المنخرطة فيه- سيحقق نتائج جيدة على الأرض على حساب تنظيم الدولة.
ويقول العايد إن الهجوم حتما سيتوقف عند سقف لا يمكن تجاوزه، فعلى سبيل المثال يمكن أن يحصل تقدم في ريف الرقة الشمالي، لكن لن يحصل أي تقدم على مدينة الرقة أو تتم السيطرة عليها. وقد يكون هناك تقدم باتجاه ريف حلب الشرقي والشمالي، ولا توجد قوة على الأرض يمكن أن تنجز المهمة بشكل كامل، لكن قد تتمكن قوة على الأرض من إنجاز المهمة بشكل جزئي في حال تلقت دعما كبيرا.
تقطيع أوصال التنظيم
من جهته، يقول المحلل العسكري فايز الأسمر إن إستراتيجية التحالف الدولي تعتمد على تقطيع أوصال تنظيم الدولة، من خلال استهداف طرق إمداده ومصادر تمويله وتفكيك مناطق سيطرته عبر ضربات جوية مركزة.
وأشار إلى أن الحديث عن ضعف تنظيم الدولة أو تأهبه لإخلاء مدينة الرقة غير واقعي، خصوصا أن التنظيم يدرك أنه لا يهزم إلا بمواجهة برية على الأرض، وهذه القوة التي ستواجهه غير حاضرة، فقوات سوريا الديمقراطية -التي يعتبرها التحالف الدولي شريكا له لمواجهة التنظيم- غير قادرة على دخول الرقة على الأقل بسبب غياب حاضنة لها هناك، خصوصا أن هذه القوات يغلب عليها الطابع الكردي بينما مدينة الرقة عربية.
ويضيف الأسمر أن التنظيم صنع خطوطا للدفاع عن مدينة الرقة بعيدة عنها بحفر الأنفاق ورفع المتاريس، معتبرا أنه لا يمكن إضعاف التنظيم إلا بفتح معركتي الموصل في العراق والرقة في سوريا بوقت متزامن. ويؤكد أن الحديث عن قرب انهيار التنظيم بمجرد السيطرة على الرقة غير واقعي، لأنه لا يعتمد على قيادة مركزية إنما يعتمد على قاعدة الأمراء في إدارة مناطق سيطرته.