من بين الأمور الأساسية التي قد تؤدي إلى نهاية الغرب في شكله الحالي، النتائج غير المواتية لانتخابات واستفتاءات أوروبية وأميركية.
كتبت عن ذلك الصحفية والكاتبة الأميركية آن أبلباوم، في مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان”هل هذه فعلاً بداية نهاية الغرب”.
وقالت إن “الإنتخابات الرئاسية الأميركية والفرنسية المقبلة وكذلك الإستفتاء العام في بريطانيا، حول البقاء في الإتحاد الأوروبي أو عدمه قد تتسبب في اندثار الناتو والإتحاد الأوروبي والنظام العالمي الليبرالي الحديث، فيما لو جاءت نتائجها غير مواتية وسيئة بالنسبة للنخب الحاكمة في الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي”.
وحددت الكاتبة ” 3 نقاط أساسية هامة جداً تهدد وحدة الغرب، وهي: احتمال انتصار دونالد ترامب في الإنتخابات الرئاسية الأميركية واحتمال فوز مارين لوبان في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، وكذلك احتمال أن يرفض البريطانيون البقاء في الإتحاد الأوروبي، خلال الاستفتاء العام في حزيران المقبل”.
وأشارت المقالة إلى أن “ترامب لا يهتم قطعا بما كان يسميه آخر رؤساء الولايات المتحدة بـ”القيم المشتركة”.
وذكرت أبلباوم أن “ترامب لا يبالي بتاتاً بموضوع انضمام أوكرانيا إلى الناتو وهو، من حيث المبدأ، لا يهتم بهذا الحلف ولا بضمانات الأمن المتعلقة بالحلف الأطلسي”. وقالت: “فلقد أعلن الرجل، مراراً، عدم جوز أن تنجر لولايات المتحدة وتشارك في النزاعات التي انجرت إليها أوروبا. ويرى أن مشاكل أوروبا ونزاعاتها لا تقارن بحياة الأمريكيين. كما شدد على أن خروج بلاده من أوروبا سيسمح لها بتوفير ملايين الدولارات”.
وذكرت الكاتبة أن “ترامب طالما أعلن استعداده لبناء علاقات ممتازة مع بوتين”.
ولفتت الى أن “الوضع الآنف الذكر قد يتكرر في فرنسا التي ستشهد بعد عام انتخابات رئاسية، ربما تفوز فيها زعيمة ” الجبهة القومية” اليمينية، مارين لوبان، التي وعدت مراراً بإخراج بلادها من الناتو والإتحاد الأوروبي وتأميم الشركات الفرنسية وفرض قيود على مشاركة المستثمرين الأجانب فيها”.
وقالت: “وفي الوقت نفسه، تقف بريطانيا في وسط الطريق نحو الخروج من الإتحاد الأوروبي. ففي الصيف المقبل، ستشهد هذه الدولة إجراء استفتاء عام حول ذلك. ومن المحتمل أن تسعى دول أوروبية أخرى إلى تنظيم مثل هذا الإستفتاء. ومن غير الصعب، أيضاً، توقع أن تحاول بريطانيا مغادرة الناتو”.
وأضافت أبلباوم:” وماذا سيحدث لاحقاً؟ فدون فرنسا، ستزول السوق الأوروبية الموحدة من الوجود. ودون بريطانيا، من الصعب تصور أن يستمر الناتو طويلاً”.
ورأت الكاتبة أن “ذلك لن يثير الأسف لدى الجميع”.
الجمهورية