نتابع في انشغال شديد الحملة التحريضية ضد دولة قطر الشقيقة، تلك الحملة غير المبررة أصلاً والمبنية على التشويه والتصريحات المفبركة، التي تمس من مقتضيات الأمن الخليجي والأمن العربي في مرحلته الحساسة والخطيرة التي تمرّ بها المنطقة العربية بصفة عامة.
فمنذ الإعلان عن تصريحات أمير قطر التي نفتها الدوحة رسمياً، بما يفترض منطقاً وعرفاً توقف الحملة التي استعرت حتى بدا ما دبر في 25 من مايو/ أيار قد حان وقت إطلاقه السياسي، صباح الخامس من يونيو/حزيران من الارتماء المزعوم في الحضن الإيراني، إلى دعم “تنظيم الدولة والإخوان والشيعة في السعودية مروراً بالحوثي”.
اتهامات بالجملة جمعت جمعاً، لتنفي قطر كل ذلك مشيرةً إلى أن الهدف واضح وهو فرض الوصاية عليها، حيث أكدت أن حياة الناس فيها لن تتأثر بهذه الإجراءات.
غير أن الإجراءات خطيرة وهي في حالة الخليج توصف بـ “الزلزال” فقرارات المقاطعة ستكبد قطر خسائر فادحة سيعاني منها المواطن القطري الذي سيواجه صعوبات جمة في السفر لدول الخليج أو مصر، إضافة للأمور المعيشية، حيث تعتمد قطر على السعودية والإمارات في الكثير من وارداتها الغذائية وهو ما يعني ارتفاعاً هائلاً في الأسعار ربما يرهق ميزانية الأسر القطرية.
هل نضع قضية قطر في إطار المتداول حالياً؟ أم نضعها في إطار تسديد فواتير قديمة مع قطر؟!
قد لا تخلو السياسة من الكيد والحسد والغيرة، فذاك وريد خيارات وإن كبرت الدول أم صغرت حيث التنازع بين مجارات العصر أو تجميد الزمن كما العقول تماماً.. حيث لا حدود لكي تغلق.
ربما اليوم نحن العرب أحوج للتهدئة والرشد محاولة لإعادة الترميم بين العلاقات العربية والعلاقات الخارجية على أسس الشراكة وعلى أسس التوافق بين مكونات الجسم العربي
ليظهر السؤال الجلي بوضوح، هل مازلنا نأمل بالتهدئة المستقبلية بالرغم من كل ما اتخذ من خطوات؟.
لا شك أن ما اتخذ ضد قطر، هي مواقف مبنية على حملات تحريضية للاستهداف عداك عن استهداف المنطقة منذ عام 2011 حيث مازالت الدول خائفة ومنزعجة من عملية التغيير التي حصلت في المنطقة والسياسات المثيرة للفتن في العالم العربي
لكن لابد من السماح لصوت العقل أن يعلو وألا تنقطع أبواب الأمل التي ماتزال مفتوحة لإمكانية تسوية وتوافق مبنية على أسس المصالح العربية المشتركة، وليس بإثارة الفتنة والأزمات الداخلية بين دول عربية شقيقة، خاصة في الفضاء الخليجي الذي يتمتع بالانسجام والايجابية.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد