أثار موت رئيس إدارة الاستخبارات العسكرية ونائب رئيس القوات الجوية إيغور سيرغون، بشكل مفاجئ، الكثير من الأسئلة حول أسباب وفاته.. ففي الوقت الذي قالت فيه مصادر طبية إن سبب وفاته “مرتبط بقصور في عمل القلب”، فقد رجحت مصادر أخرى أن يكون سيرجون قد قتل قتلا وخارج بلاده.
إلى ذلك، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من حزب الله، عن دبلوماسي مقيم في لندن، أن سيرجون “لقي مصرعه بعد أسابيع على إرساله إلى دمشق في مهمة سرية”، موضحا أن روسيا “لم تبلع بعد” حادثة وفاته في ظروف غامضة أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي.
ولمّح الدبلوماسي، نقلا عن معلومات في لندن، أن المسؤول العسكري والمخابراتي الكبير قتل في بيروت، مشيرا إلى أن وفاته كانت نتيجة عملية أمنية مخابراتية معقدة، بحسب الأخبار.. كما أنه اتهم بها “أكثر من جهة أمنية عربية وشرق أوسطية”.
واتهمت “الأخبار” اللبنانية السلطات التركية تحديدا، موضحا أن موسكو كشفت عن بعض خيوط مقتل سيرغون، ما دفعها للحسم مع تركيا، كما أنها أخبرت واشنطن التي سارعت “لفرض وتيرة مقاربتها للأزمة التي انتهت لوقف إطلاق النار وانطلاق المسارات الحالية للمفاوضات، سعيا لإنهاء الأزمة”، بحسب قولها.
واعتبرت الصحيفة المقربة من حزب الله أن “الأتراك دفعوا بالأمور إلى ما بعد حافة الهاوية العسكرية”، إذ إنها نقلت عن “الدبلوماسي نفسه” أن التوتر التركي-الروسي “المزمن والتاريخي” ازداد بعد الأزمة السورية، وبلغ مستوى “الاستنفار العسكري المباشر بعد المشاركة الروسية المباشرة، بدءا من 30 أيلول/ سبتمبر، والتي تبعها إسقاط أنقرة للمقاتلة الروسية في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي”.
ورأت “الأخبار” أن أنقرة كانت تسعى من خلال ذلك لتثبيت موقعها في جنيف، في حين اتهمت الصحيفة تركيا بأنها استعدت بشكل كامل قبل أيام من وقف الأعمال الحربية، كما نقلت عن “أجهزة المخابرات العسكرية الروسية، منتصف شباط/ فبراير الماضي أن هناك حشودا للجيش التركي على خطوط الهجوم باتجاه سوريا”، في حين أبلغت موسكو السلطات الأمريكية بذلك، ما دفعها لتسريع عملية وقف إطلاق النار، بحسب ادعائها.
وكانت مصادر طبية روسية قالت إن رئيس إدارة الاستخبارات العسكرية الروسية الجنرال إيغور سيرغون، لقي مصرعه في موسكو بسبب “قصور في عمل القلب”، وذلك من التعب الشديد الناتج عن العمل المفرط وقلة النوم، بالإضافة إلى ضغوط أخرى مرتبطة بمنصبه الرفيع، لكن القصور في عمل القلب سبب رسمي لوفاته.
وتولى إيغور سيرغون منصب رئيس إدارة الاستخبارات العسكرية الروسية منذ كانون الأول/ ديسمبر عام 2011.
وأنشأت المخابرات العسكرية الروسية عام 1918، تحت قيادة ليون تروتسكي، أحد زعماء الثورة الشيوعية، وهي خاضعة الآن لرئيس الأركان العامة، أحد الثلاثة الذين يسيطرون على الحقيبة التي تضم مفاتيح التحكم في الأسلحة النووية في روسيا.
عربي21