إن التدخل الروسي الأخير دفعني لهذا التساؤل “هل فعلا نحن استلقينا كجمهورية سورية في عام 1946 من الانتداب الفرنسي؟
فيما يبدو إن العصابة الحاكمة في سورية لا تملك من قرارها شيئا بشكل مطلق وأنها عبارة عن عصابة صغيرة تأخذ أوامره من ولي أمرها بالخارج و اقصد هنا روسيا.
حيث أن الأسلوب الذي تستخدمه هذه العصابة لا يختلف كثير عن عصابات المافيا الصغيرة التي تمارس كل أساليب القتل و الإرهاب من أجل المحافظة على سيطرتها في منطقة ما أو مصلحة ما أو حتى نفوذ معين بسبب الضغط الكبير الذي تمارسه عليها عصابة المافيا الكبيرة في موسكو.
استخدمت العصابة الأسدية كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب السوري وبدعم مباشر و علني وغير منتهي من “حكومة بوتين” في روسيا، و بالرغم من هذا الدعم الكبير خسر تقريبا 75% من نفوذه على سوريا و أصبح محاصر اقتصاديا من الداخل السوري أكثر من الخارج، لا و بل بدأت المعارك تقترب من قرى و معاقل العصابات الأسدية وأصبحت صواريخ الثوار وبنادقهم تصل إلى مسقط رأس قائد العصابة.
وبين عشية و ضحاها تدخلت “القوات الروسية” بسرعة من أجل القضاء على الإرهاب في سوريا بالتعاون مع “حكومة الأسد”، لعلهم يحققوون و لو جزء بسيط من المطلوب من أجل الدخول في مفاوضات قوية مع المعارضة في اجتماعات فينيا.
إذا هي حرب تكسير الضلوع في سوريا من أجل المحافظة على النفوذ الروسي على كامل الأرض السورية.
وبالتالي سقطت إسطوانة السيادة الوطنية التي كان يتغنى بها النظام السوري وأن عبارة عن امتداد لعصابة المافيا الروسية التي نهبت وسرقت خيرات سوريا منذ تولي الأسد الأب مقاليد الحكم عام 1970 من اجل تقديم الدعم و الحماية له للمحافظة على مقاليد الحكم بسوريا.
والتهديدات الأخيرة التي أطلقها بوتين بإمكانية استخدام السلاح النووي ضد الإرهابيين، أي كل من يعارض حكومة الأسد في سوريا، حيث أن في المفهوم الدولي يحق للدول العظمى استخدام السلاح النووي عندما تتعرض بلادها لتهديد خطير من قبل عدو خارجي مباشر.
أي أن ما تسمى “الجمهورية العربية السورية” واقعة بشكل غير مباشر تحت الانتداب الروسي عن طريق حكومة الانتداب (الأسد) في دمشق و هذا ما أكدته التصريحات الأخيرة من قبل بوتين أنه: لن يسمح بتغيير أو تحديد نظام الحكم في سوريا.
إذا الثورة السورية كشفت أننا كنا تحت الاحتلال الروسي و بالتالي يجب على المعارضة -أو دعنا نقول السوريين -التفاوض مع المحتل الروسي و أن الأسد و زمرته الحاكمة ما هي إلا ستارا لهذا الاحتلال.
في الختام أقول لقد انتقل الصراع في سوريا من مجرد ثورة على نظام حكم مغتصب للسلطة و مقدرات البلد إلى ثورة على محتل روسي بتعاون إيراني يستخدم كل أنواع الأسلحة ضد شعب أعزل لفرض حكومة انتداب تتبع له بشكل أو أخر.
أنمار النعيمي ـ الجزيرة مباشر ـ مدونات