لطالما وقفت تركيا جنبا إلى جنب مع الثورة السورية ومع الشعب السوري المظلوم واستقبلت الملايين من السوريين المهجرين, إلا أن تصريح وزير خارجيتها يوم أمس أثار جدلا واسعا بين المهتمين.
قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو يوم أمس أنه في حال جرت انتخابات نزيهة في سوريا وفاز بشار الأسد فعلى الجميع إعادة التفكر بالتعامل معه, ما فسره الكثيرون بأنه عودة تركية إلى النظام لكن الحقيقة غير ذلك .
تحتضن تركيا أكثر من ثلاثة ملايين سوري لاجئ على أراضيها وأعدت لهم العشرات من المخيمات ومنحت الالاف منهم الجنسيات التركية وتقدم خدمات إغاثية وطبية كبيرة للسوريين ويقول البعض أن تركيا تحاول العودة لعلاقات مع النظام بشكل تدريجي بناء على علاقاتها الجيدة مع روسيا.
الأمر يحتمل وجهين, الأول هو أن تركيا من حقها كدولة أن تتقارب في علاقاتها مع روسيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا وهذا الأمر يوصلها إلى النظام, لكن تركيا لم تتخل بشكل واضح عن السوريين لكنها أجبرت في بعض الفترات والأماكن أن تقف متفرجة كبقية الدول تجنبا لأي صدام عسكري مع روسيا أو الولايات المتحدة .
الوجه الاخر هو أن تركيا لاتزال صامدة إلى جانب الشعب السوري في ثورته فهي تحتضنها سياسيا وعسكريا وإن اتجهت إلى مصالحها ولم تحقق آمال الشعب السوري في ثورته لكنها ساندت بقية الثوار والمدنيين في الشمال السوري, وكانت بابا لعبور المواد الغذائية ومصدرا لمعيشة السوريين في المنطقة المحاذية لحدودها .
تصريح أوغلو أثار جدلا واسعا فشريحة سورية رأت في كلامه أنه اعترف بتفوق روسيا والنظام في حين رأى آخرون أن أوغلو يحاول إقناع العالم بأن الانتخابات قادمة والدستور الجديد قادم وهي بشرى للسوريين المظلومين حسب اعتقاده وهذا الاحتمال هو الأكبر, حتى وإن كانت تركيا تعني أنها ستتعامل مع النظام وتعيد العلاقات في حال فاز الأسد فلاعتب عليها حيث سبقها العرب وزاروا نظام الأسد في عقر داره محملين بطائرات شحن روسية .
من وجهة نظر أخرى فإن أوغلو يمهد الطريق أمام عملية شرق الفرات فهو يريد كسب ود النظام وروسيا قبل البدء بالمعركة بعد تلقي تركيا ردا إيجابيا من أمريكا وذلك ليظن النظام أنه في حال انتصار تركيا على قوات سوريا الديمقراطية ستبادر بعلاقات مميزة معه لكن هذا الأمر يبقى دون اتضاح الأمور حتى الأيام القادمة.
علاقات روسيا مع تركيا ستنتهي بين ليلة وضحاها إذا عادت علاقات تركيا مع أمريكا إلى مجاريها وأعطتها الإشارة الخضراء في بدء معركة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
المركز الصحفي السوري