بعد يومٍ من إسقاط مروحية حربية (هيلوكوبتر) للنظام السوري ومقتل طاقمها في ريف إدلب، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له أمام كتلته النيابية في “مجلس الأمة” إنّ الطيران الحربي الذي يقتل المدنيين في إدلب لن يحلّق بعد اليوم كما يشاء. تصريحات سبقها وتبعها تكهنات وتحليلات بشأن دعم تركيا للفصائل السورية بمضادات الطيران.
مصادر عسكرية عاملة على الأرض، أكّدت لـ بروكار برس أنّ إسقاط المروحية التابعة للنظام يوم الثلاثاء الماضي في ريف إدلب، تمّ بصاروخ جديد لم يكن متاحاً للمعارضة السورية استخدامه طيلة السنوات الماضية. حيث رجّحت المصادر أن يكون الصاروخ من طراز “ستينغر”، أمّا استخدامه فكان برعاية الأتراك وإيعازٍ منهم.
ولفتت مصادرنا الخاصّة، إلى أنّ مجموعة من العسكريين اختصاص دفاع جوي، جرى تدريبهم سابقاً في تركيا على استخدام الصواريخ، وهم اليوم من استخدمها في إدلب، بإشراف تركي.
ويجري ما يجري بهذا الشأن وسط تكتمٍ شديد، كشفه تسجيل مصوّر يظهر إطلاق الصاروخ تجاه الطائرة، حيث كان التصوير بعيداً بعض الشيء، وظهر جنود يرتدون الزي العسكري التركي الكامل، بين مقاتلين سوريين.
وعلى غير المعتاد في الاستهدافات التي ينفّذها مقاتلو المعارضة، لم يخرج إلّا هذا التسجيل، ما يعكس حالة التكتم الشديد.
وفي حين يجري الحديث عن تسليح تركي للفصائل بمضادات الطيران، أكّدت مصادرنا أنّه لا يمكن اعتبار إطلاق صاروخ على مروحية تسليحاً، بقدر ما يمكن اعتباره ورقة للضغط، تستخدمها تركيا مع روسيا وإيران، أبرز اللاعبين على الأرض السورية، في لعبة المصالح الخاصّة لكل منها.
وزادت المصادر أنّ الدعم بصواريخ م. د (مضاد الدروع) كان عبر شحنات، لكنّ هذا الأمر لم يتم البتة بالنسبة لمضادات الطيران التي لا تزال مقيّدة بإيعاز التركي، ومستودعاته.
و” ستنغر”، هي صواريخ أمريكية خفيفة أرض ـ جو، محمولة على الكتف، تمتلك القدرة على إصابة الطائرة في أي جزء منها، أثبتت فاعليتها في حرب أفغانستان حيث دمّرت الكثير من الطائرات الحربية الروسية، فاق عددها 270 مروحية وطائرة، وفقاً لإحصاءات روسية.
ومن اللافت أنّ الحديث عن صواريخ ستينغر يأتي بالتزامن مع دخول الولايات المتّحدة على الخط الساخن في سوريا، وإعلانها رسمياً أنّها مستعدة لدعم تركيا في إدلب، حيث قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري قبل أيام: نحن نسأل تركيا أي مساعدة يحتاجونها.
صواريخ مضاد طيران سابقة
مصادرنا كشفت عن امتلاك فصائل من المعارضة، لصواريخ م. د (مضاد طيران) محمولة على الكتف، لكنّها دون فاعلية مع التكتيكات التي تتبعها طائرات ومروحيات النظام السوري والروس.
وأبرز هذه الصواريخ هي من طراز FN6، وهي صواريخ صينية، يمتلكها بشكل خاص “فيلق الشام” المدعوم من تركيا، لكنّها دون فاعلية بسبب أنّ مروحيات النظام السوري ومقاتلات الروس تطير على علو أكثر من مدى الصاروخ (3.5 كيلو متر).
واستخدم هذا المضاد في معارك ريف حماة الشمالي في ربيع العام الماضي حيث أسقطت وأعطبت فصائل المعارضة 6 مروحيات للنظام.
وتحلّق مروحيات النظام التي تلقي البراميل المتفجّرة على البلدات والمدن، على ارتفاع 5 كيلو متر.
نقلا عن: بروكار برس