مشكلات كثيرة يعاني منها الشباب في الشمال السوري أبرزها البطالة وفقدان مصدر الدخل نتيجة سنوات الحرب الفائتة، فهل تنجح بعض المشاريع التنموية لمساعدتهم والنهوض بهم؟
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
في ظل انتشار البطالة وتدني الوضع المعيشي الناجم عن تضرر فئة الشباب بسبب سنوات من الحرب، تنطلق مشاريع تنموية بين الحين والآخر هدفها تطوير الشباب والنهوض بهم لتحسين أوضاعهم المعيشية بشكل خاص والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل عام.
آخرها كان مشروع “مهنة 3” أطلقته عدة هيئات إغاثية ضمن ما يعرف بمبادرة كويست منها قطر الخيرية وقطر للتنمية وزارة الشباب والرياضة التركية بالتنسيق مع المجالس المحلية في مدينتي الباب وجرابلس، بحسب المجلس المحلي لمدينة الباب.
وانطلق المشروع التنموي مؤخراً ليستهدف مئات الشبان المقيمين في مدينتي الباب وجرابلس وبشكل خاص المتضررين من سنوات النزاع في سوريا.
يهدف المشروع لمساعدة الشبان وتطوير مهاراتهم، إذ ضم حزمة من الدورات التدريبية المجانية في مختلف المجالات المطلوبة لسوق العمل.
ويشمل المشروع ألف و700 مستفيد ومستفيدة من الفئات العمرية ما بين 18 و35 عاما، من المقيمين والنازحين في مدينة الباب وريفها ومدينة جرابلس وريفها.
يتضمن المشروع تقديم 16 دورة تدريبية في مختلف مجالات العمل للذكور والإناث بهدف مساعدة الشبان وتطوير خبراتهم ومهاراتهم في سوق العمل.
وهي دورة للتدريب على صيانة الحاسوب، وثانية للتدريب على صيانة الهواتف المحمولة، وثالثة في المساعدة الإدارية، ودورة أخرى في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، ودورة في تمديد الكهرباء المنزلية.
كما تضمنت دورة ميكانيك السيارات، ودورة صيانة الأجهزة الكهربائية المنزلية، ودورة التمديدات الصحية، وأخرى في تمديد وصيانة أنظمة الري الحديثة، ودورة صيانة الآليات الزراعية، ودورة برمجة ماكينات الـ CNC، وتمديد شبكات الاتصالات وصيانة البنى التحتية لشبكات الاتصالات.
فيما كانت بعض الدورات التدريبية تستهدف النساء الشابات بشكل خاص منها دورة الخياطة النسائية، ودورة العناية بالبشرة والمكياج، وأخرى في قص وتصفيف الشعر للسيدات.
وكانت أولوية القبول للشبان من الفئات الأكثر ضعفاً وحاجة لهذه التدريبات، إذ وضعت عدة معايير تستند عليها المفاضلة لقبول العدد المطلوب من بين المقلبين على المشروع، منها عدم وجود عمل ثابت وعدم امتلاك خبرة بالمهنة المتقدم عليها، وأهمها كانت التضرر الاقتصادي ووجود دخل غير كافي.
سمر شابة عشرينية وأم لطفلين يتيمين قالت في حديث للمركز الصحفي السوري، “أحببت المشروع وعزمت على التسجيل في دورة الخياطة فقد تفيدني بشكل كبير بعد كسب الخبرة بإمكاني العمل وتحصيل دخل لأعيل عائلتي”.
أما جمال فصرح “فكرت بالتسجيل في دورة صيانة الحاسوب فأنا أحب هذه المهنة ولي رغبة بكسب خبرة عنها، كما تمكني من العمل فيما بعد لكسب دخل جيد لإعالة عائلتي في ظل عدم وجود دخل كافي”.
فيما انتقد محمد القائمين على المشروع قائلا “الأولوية لأصحاب الواسطات والعلاقات مع القائمين على المشروع، وليس لأصحاب الحاجة والدخل المحدود، لقد اعتدنا على هذا الأمر” مشيراً إلى انتشار الفساد في المنطقة وعدم توظيف هذه المشاريع لصالح مستحقيها.
الجدير بالذكر أن فئة الشباب كانت الفئة الأكثر تضرراً خلال سنوات النزاع الماضية، فقد تكبدوا خسائر فادحة منها ضياع سنوات تعليمهم وفقدانهم أعمالهم ومصدر دخلهم وضياع انجازاتهم وإحباط طموحاتهم وتمزق أسرهم وعلاقاتهم ودمار بلدهم فضلاً عن إعاقات لحقت نسبة كبيرة منهم بسبب الإصابات، وانتهاء بمشاكل وأعباء نفسية عميقة قد تستمر على المدى البعيد.
بقلم سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع