هل تتضح تجارب إخفاق المبعوثين لسوريا قبل رحيل “ديمستوا” المتفرج للتهجير وقتل السوريين؟

عشرات القتلى والجرحى معظمهم في إدلب وريف دمشق، قتلوا جراء تصعيد القصف الجوي من جانب روسيا ونظام الأسد، يتزامن مع استمرار المواجهات بين قوى المعارضة السورية والنظام في حيّ جوبر شرقي العاصمة، وكذلك في ريف حماه الشمالي؛ حيث تصدّ المعارضة الهجمات الأعنف
ليظهر السؤال المحير والمطروح على أذهان السوريين المنهكين من سنوات الحرب الطويلة، هل أخفق “ستيفان ديمستورا” كخليفيه وسيرحل بعد أيام بدون حول ولا قوة، إذ أنه نجح فقط في الإشراف على عمليات التهجير وتشريد المعارضة السورية بمسميات مختلفة؟!

عشرات المدنيين دفنوا تحت الأنقاض نتيجة الغارات الجوية على تجمعات سكنية في حيّ العمورية في الغوطة الشرقية المحاصرة، كون الحليفين الروسي والنظام لم ينهيا بعد جرزة الحسابات مع المدنيين
عداك عن العقاب الموجه لأهالي مدينة “إدلب” الحاضنة الشعبية لقوى المعارضة، حيث تشدد الضربات ليل نهار ودون انقطاع، انتقاماً وعقاباً لتقدم المعارضة في ريف حماه الشمالي.

مع مواصلة النظام في التضليل الإعلامي وتكتمه على الخسائر وظهور الارتباكات بين صفوفه، مما يؤكد صعوبة الموقف العسكري للنظام، وسقوط أكذوبة الروس بأن أسلحتهم لا تقهر.

وهذا ما دفع “ديمستورا” لتوجيه رسائل إلى وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا بعد التصعيد الأخير للقتال في “دمشق وحماه” وأماكن أخرى في سوريا، وأضاف أن الجهود المشتركة التي تبذلها هذه الدول الثلاث أمر لا غنىً عنه لتحسين الظرف على أرض الواقع والإسهام في تهيئة بيئة موالية لتحقيق تقدم سياسي مثمر.

ربما فترة المبعوث الأممي “ديمستورا” الراهنة كانت أكثر الفترات تشابكاً وتعقيداً في عمله وعلى الأرض السورية، بعد دخول روسيا بثقلها العسكري لصالح النظام وعدم تنفيذ الولايات المتحدة وعودها بدعم المعارضة، ورغم أن “ديمستورا” نجح في تنظيم أكثر من جولة مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في جنيف ويستمر في التمهيد لذلك حتى الآن مع تحذيره بعدم المبالغة في التفاؤل بالنتائج
إلا أن الكثير من السوريين يصفونه بالمتفرج الذي لا حول له ولا قوة وبالمشرف أثناء تهجير وتشريد المعارضة، تبدو تجارب إخفاق المبعوثين لسوريا واضحة بعد ست سنوات من الأزمة السورية، لم ينجح أحد من الثلاثة المبعوثين ( كوفي عنان- الأخضر الإبراهيمي- ستيفن ديمستورا) في إيجاد خطوط توافقية يمكن أن تعود لحلول كاملة وعلى أعتاب نهاية فترة آخرهم “ديمستورا”
ذاك ما يطرح السؤال الذي يفرض نفسه تلقائياً، هل فشل “ديمستورا” مع سلفيه في تحقيق الحد الأدنى مما هو مطلوب لوقف إراقة الدماء رغم قدرات الثلاثة الدبلوماسية وخبراتهم ومعرفتهم تفاصيل الأزمة السورية؟!.

المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist