تتصاعد وتيرة الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون في الشمال السوري وتتصاعد معها المشاكل والعقبات في الوصول لحياةٍ كريمةٍ مستقرة .
ولعل أبرز من يعاني هم الأطفال الذين باتوا الحلقة الأضعف في جميع الصراعات والحروب.
فلم يعد خبر إلقاء الأطفال في قارعات الطرق خبراً مشيناً وحسب، بل تعداه ليُرتكب بحق الأطفال أبشع الجرائم وأقساها على الإنسانية.
في بلدة جنديرس وفي نيسان الحالي، طفلةٌ بعمر السنتين وجِدت مدفونةً وعلى رأسها كدمات تدل على أنها تعرضت للضرب المُبرح قبل دفنها على قيد الحياة، الشرطة سارعت حين تم إبلاغها بخبر دفن الطفلة إلى إلقاء القبض على الفاعلين وإحالتهم للقضاء.
ليتبين أن من قام بتلك الجريمة هم أمها وزوجها وأنهما قاما بضربها بسبب بكائها المستمر وصراخها المزعج ثم دفنها عند الساعة السادسة صباحاً.
“أحلام الرشيد “ناشطة في حقوق الانسان قالت:رغم مرارة الحرب والدمار والنزوح الذي ذقناه في سنواتنا الأخيرة للأسف نلاحظ انتشار جرائم من صنع أيدينا وهذا بدلاً من أن ندعم بعضنا ونساعد بعضنا نرى تفشي المشاكل العائلية والتفكك الأسري الجرائم بحق الطفولة.
الأسباب والدوافع :
وعن الأسباب التي ساهمت في تفشي الأمراض الاجتماعية أضافت رشيد: الأسباب عديدة منها الحروب والضغوط التي يعيشها الشعب وتردي الأوضاع الاقتصادية، ناهيكم عن إقدام بعض الأرامل على الزواج بغية تأمين الحماية والدعم لهن ولأطفالهن الأيتام، فالاختيار الخاطئ للزوج فاقم في انتشار هذه الجرائم .
وأضافت رشيد: هناك الكثير من الصور لتلك الجرائم منها إقدام رجل على قتل أطفاله بسبب الفقر والحاجة ،وزوج قتل أبناء زوجته، أو زوجة تحبس أبناء زوجها وتقيدهم بالسلاسل لفترة طويلة من الزمن .
وفي سياق مشابه وصلت إلى أحد مشافي بلدة أطمة في أيلول عام 2019 طفلة من ريف حلب الجنوبي، في العاشرة من عمرها مصابة بتأخر نمو حاد نتيجة حبسها لمدة عشر سنوات في القبو.
أفادت العائلة التي أنقذت الطفلة بأن الأم انفصلت عن أبيها، ولأن الأب أخذ الطفلة وهي بعمر الشهرين ليربيها عند زوجته الثانية ثم أعادها لأمها بعد فترة قصيرة، قامت الأم وكما تزعم بمعاقبة الأب بحبس الطفلة في قبو المنزل طيلة تلك المدّة بعيداً عن أشعة الشمس، حيث الرطوبة والطعام الذي كان عبارة عن خبز جاف وبقايا الطعام .
يُذكر أن الطفلة يبلغ طولها أقل من متر واحد وبوزن 4كيلو غرامات، أقارب الأم هم من قاموا بالبحث والتحري عن مكان الطفلة ثم العثور عليها بعد عدة محاولات وإبلاغ الشرطة بالجريمة تلك وإحالتها للقضاء.
أما الطفلة فقد أُحيلت للمشفى لتلقي العلاج الطبي والنفسي، خصوصاً أنها مصابة بآفات نفسية حادة أبرزها الخوف وعدم النطق .
الحلول :
قالت رشيد:نرجو أن يأخذ القانون مجراه لمحاسبة مرتكبي هذه الفظائع بحق الطفولة وأن يتم نشر التوعية بخطورة تدهور وضع الأطفال فكلنا نازحون، تركنا الديار حفاظاً على أرواح أبنائنا رغم كل الحزن والقهر فكيف بنا أصبحنا نقتلهم بأيدينا!
أيضاً يجب إيجاد الحلول للتخفيف من الضغوط النفسية فربما يكون السبب وراء تلك الجرائم الأمراض النفسية لأننا لانعرف ظروفهم وماهي دوافعهم.
فالأطفال هم الذين عانوا الصراع وقصص قتلهم ستزيد من آلامنا أكثر مما بتنا نعانيه.
تردي الوضع الاجتماعي والتفكك الأسري ساهم بشكل مباشر، فالطفل اليوم هو صانع الغد فإذا لم نولي الطفولة جُلَّ اهتمامنا لن نحظى بمستقبل جديد ولا حياة كريمة.
تقرير خبري/ فداء معراتي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع