في خرقٍ لوقف إطلاق النار الهشّ الذي تشهده المناطق المحررة على خطوط التماس مع النظام، تصاعدت الغارات الجوية على مناطق متفرقةٍ من محافظة إدلب.
تداولت مصادرٌ محليةٌ مساء أمس، شنّ سلاح الجو الروسي لليوم الثاني على التوالي لمناطق ذات نطاقٍ جغرافيٍّ محدّدٍ وبعيدٍ عن خطوط التماس.
وكانت الطائرات الروسية قد شنت مساء أمسٍ، غاراتٍ جويةٍ مكثفةٍ على المنطقة المحيطة ببلدة أرمناز غرب إدلب، عقب غاراتٍ مماثلةٍ في اليوم السابق له، استهدفت محيط كفر عروق وقورقونيا وحربنوش وشيخ بحر شمال غرب إدلب، دون خسائر في الأرواح.
تشهد المنطقة منذ نحو شهر تحليقاً مكثفاً للطيران الروسي والاستطلاع، زادت وتيرته في اليومين الماضيين لم يتوقف حتى ليلاً، يقوم خلاله بتصوير ورصد أهدافٍ في المنطقة الممتدة من ريف حلب حتى محافظة إدلب وصولاً إلى الحدود التركية.
وقد خيّمت إثر الغارات الأخيرة حالةٌ من القلق في صفوف المدنيين عامةً والنازحين خاصةً، في ظل مخاوف من انطلاق حملةٍ عسكريةٍ جديدةٍ على المنطقة ستزهق مزيداً من الأرواح وتدفع نحو مزيدٍ من الشتات.
تؤوي منطقة الشمال السوري، بحسب تقديراتٍ، ما يقارب 4 ملايين نسمةٍ تتوزع 2.6 مليون في إدلب و 1.4 مليون في شمال حلب.
وقعت مطلع العام الفائت، آخر عمليةٍ عسكريةٍ عنيفةٍ للنظام بدعمٍ روسيٍّ إيرانيٍّ في إدلب، ترافقت بقصفٍ واسعٍ عنيفٍ وعشوائيٍّ أزهق أرواح العشرات وشرد الآلاف.
كما قلّص المساحة التي يسيطر عليها الثوار إلى 3,000 كيلومتر مربع فقط من إدلب، وهي مساحة أقل من 7,000 كيلومترٍ مربعٍ كانوا يسيطرون عليها في نيسان/أبريل الماضي 2019، بحسب موقع معهد واشنطن.
وقد أعلنت منظمة “منسقو الاستجابة” أن عدد الخروقات لوقف إطلاق النار منذ الخامس من شهر مارس/آذار الماضي، حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول الفائت تجاوز 4128 خرقاً، منذ توصّل الرئيسين التركي والروسية في 5 مارس/ آذار الماضي للهدنة.
وكان من مقررات اجتماع أستانة، إعلان كلٍّ من روسيا وإيران وتركيا في مايو/ أيار 2017، إقامة منطقة خفض تصعيدٍ في محافظة إدلب.
أما على الصعيد السياسي، أثار تصريحٌ لوزير خارجية الاحتلال الروسي سيرغي لافروف قبل أيامٍ، عن نية عقد اجتماعٍ على غرار أستانة في مدينة سوتشي الروسية خلال فبراير/شباط الجاري، الشكوك حول استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار أو انهياره بشكلٍ نهائي.
كما تشهد الجبهات مع النظام استعداد الفصائل العسكرية ورفع الجاهزية والتنسيق لأعلى الدرجات، يقابلها استمرار دخول تعزيزاتٍ تركيةٍ وتكثيف الانتشار التركي في طوقٍ حول جبل الزاوية الموقع الاستراتيجي والمهم الذي يتوقع أنه محط أنظار النظام فيما لو انطلقت حملة جديدة.
لابد من الإشارة إلى أن احتمالية نشوب معركة تتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تُقام في نيسان القادم، فبسط السيطرة على المنطقة قبيل الانتخابات سيضفي الشرعية على الانتخابات المفبركة والمحسومة سلفاً لصالح الأسد.
تسود حالة من الضبابية والقلق العارم حول الفترة القادمة، وما ستؤول إليه الأمور ميدانياً والتي ستلقي بظلالها على المدنيين؛ الخاسر الوحيد في كل المعارك التي وقعت والتي قد تقع.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع