تصاعد الحديث في الآونة الأخيرة عن اقتراب موعد معركة دير الزور ضد تنظيم الدولة، ورافق ذلك أنباء تشير إلى احتمال إبعاد أمريكا لـ”قوات النخبة” التابعة لرئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا الرئيس السابق للائتلاف، عن المعركة، لما ينطوي على مشاركتها من مخاطر، في حين بات الحديث وشيكا عن هجوم شامل قد يشنه النظام على دير الزور.
ويشكل التهديد بإحياء “الثأر العشائري”، العامل الأكثر خطورة في حال دخول قوات النخبة إلى دير الزور، حيث يشكل أبناء عشيرة “الشعيطات” النواة الرئيسية لهذه القوات المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وتعرض العشرات بل المئات من شبان عشيرة الشعيطات في آب/أغسطس عام 2014 إلى مذابح على يد تنظيم الدولة بعد أن تمكن الأخير حينها من فرض سيطرته على منطقتهم الواقعة إلى الشرق من مدينة دير الزور التي تعتبر البنية العشائرية بنية تقليدية فيها.
وتُحمل الشعيطات المسؤولية الأكبر عن المجازر التي تعرض لها قسم كبير من أبنائها لعشيرتي “البوكامل، والبكيّر”، متهمة إياهم بالتحالف والصلح مع التنظيم.
ومن هذا المنطلق، يرى الباحث فيصل دهموش، أنه “قد ينجم على دخول الشعيطات من الجهة الشمالية للدير، وهي الجهة التي تعتبر مركز ثقل لعشيرتي البوكامل والبكيّر، مجازر كبيرة”.
ويجزم دهموش وهو من مدينة دير الزور، بأنه لن يُسمح لقوات النخبة بالمشاركة في هذه المعركة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لأن مشاركتها تعني تأجيج الصراع العشائري، وتغييب الاستقرار عن المنطقة.
ويضيف لـ”عربي21“، وعدا عن ذلك تعتبر قوات النخبة الذراع العسكري لتيار الغد، وهو التيار الذي لا يتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا.
من جانب آخر، يعتقد دهموش أن تيقّن بعض العسكريين من أبناء الشعيطات من عدم مشاركتهم في المعركة، دفع بهم إلى الإعلان عن انشقاقهم عن القوات، والتحاقهم بصفوف المجلس العسكري لدير الزور الذي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن تشكيله، لضمان مشاركتهم بالمعركة.
وقبل أيام قليلة أعلنت سبع كتائب عسكرية تابعة لعشيرتي الشعيطات والبكارة في الحسكة عن انشقاقها عن قوات النخبة، والتحاقها بقوات سوريا الديمقراطية من بوابة “مجلس دير الزور العسكري”، وكذلك جرى الحديث الأسبوع الماضي عن انشقاقات كذلك بالمئات من النخبة.
لكن القيادي في تيار “الغد” عبد الجليل السعيد، نفى نفيا قاطعا أن تكون هناك انشقاقات في قوات النخبة، متحدثا بالمقابل عن فصل قيادة القوات لأفراد فقط، بسبب أفعال لا تتناسب مع مبادئ قوات النخبة.
وبعد أن نفى السعيد كذلك وجود خطوط حمراء على مشاركة قوات النخبة في معركة دير الزور المرتقبة، اعتبر أنه “من السابق لآوانه الحديث عن بداية معركة دير الزور”.
وقال في هذا الصدد، “نحن نعتقد أن كل ما أعلن عن بداية لمعارك في دير الزور، هو إعلان إعلامي، وليس له حراك عسكري يؤكده على الأرض، ونعتقد أن الولايات المتحدة غير مستعجلة لفتح هذه المعركة”.
واستدرك “بل على العكس أشاد مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي بريت ماغورك في زيارته الأخيرة لريف الرقة بدور قوات النخبة، وكذلك لم نُبلّغ من قبل التحالف بوجود اعتراض على مشاركتنا في معركة دير الزور”، مشددا بقوله “نحن لا نلتفت إلى الخطوط الحمراء التي تقف خلفها مصالح الدول، وخطنا الأحمر الوحيد إرادة الشعب السوري”.
وبدا السعيد جازما خلال تصريحات لـ”عربي21“، بأن معركة دير الزور لن تفتح إلا بعد الانتهاء من معركة الرقة التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية ضد التنظيم.
واستشهد بما يجري من معارك في العراق قائلا “لم تفتح معركة تلعفر إلا بعد الانتهاء من معركة الموصل، وهذا هو الحال كذلك في سوريا”.
وسخر السعيد من إعلان النظام السوري عن بداية معركة دير الزور قبل أيام، قائلا “لقد أعلن النظام للمرة المليون عن انتصاره وعن انتهاء الحرب في سوريا”، متسائلا “هل حدث شيء من هذا القبيل”.
وعن علاقة النخبة مع قوات سوريا الديمقراطية قال: “تحكمنا اتفاقية معهم إن أوفوا بها أوفينا، وإن أخلوا ببنودها فنحن في حل من أمرنا”.
واختتم، إن “قوات النخبة قوات ثورية هدفها قتال قوات النظام والتنظيم، أسست إبان نكبة عشيرة الشعيطات على يد تنظيم الدولة، وتعمل بآلية مؤسساتية واضحة، بالتعاون مع شركاء الأرض قسد أو غيرهم، وكذلك بالتعاون مع التحالف الدولي”.
ويسيطر النظام على أحياء عدة داخل مدينة دير الزور، يحاصرها التنظيم الذي يسيطر على بقية أحياء المدينة والريف.
عربي 21