تقترب المليشيات العراقية والإيرانية من تشكيل الطريق البري الذي يربط إيران بالعراق بسوريا، تمهيدا للاتصال الجغرافي مع لبنان، بحسب الناطق باسم جيش مغاوير الثورة، محمد مصطفى.
وأوضح مصطفى لـ”عربي21” أن “هذه المليشيات شكلت خطين متوازيين من الحدود العراقية، ينتهي الأول في خربة عواد السورية على بعد 25 كيلومترا من الحدود الأردنية، بينما ينتهي الثاني في منطقة ظاظا التي تبعد عن الحدود العراقية 90 كيلومترا”.
وتتخوف الأردن من “هذا الطريق البري”، وحذر أكثر من مسؤول أردني من خطورة هذا الطريق على المملكة وعلى دول الخليج، ووجه مصدر بارز في الحكومة الأردنية “رسالة تهديد” لأي مليشيا تقترب من الحدود الأردنية بأنها “ستلقى حتفها”.
وكشف المصدر لـ”عربي21” عن “عقد اجتماع روسي أمريكي أردني في العاصمة عمان قريبا؛ لبحث الوضع في سوريا، ومحاولة إيجاد تسوية سياسية لمأساة اللاجئين، من خلال بحث إقامة مناطق آمنة في سوريا”.
وتأتي تهديدات المصدر الرسمي في وقت أكد فيه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني، محمود فريحات، أن “القوات المسلحة الأردنية لن يكون لها أي وجود أو دخول للأراضي السورية”، مضيفا خلال مأدبة إفطار الأربعاء الماضي، أن “ما يقال عبر وسائل الإعلام المختلفة حول دخول الجيش الأردني إلى سوريا؛ هو إشاعات”.
الإمبراطورية الفارسية تتمدد
من جهته؛ قال الخبير العسكري الأردني، اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوّار، إن “التواصل الجغرافي، أو ما يعرف بالطريق البري بين إيران ولبنان، مرورا بالعراق وسوريا؛ أصبح واقعا وحقيقة، وخلال أسابيع ستمتد الإمبراطورية الفارسية برّا من طهران إلى بيروت”.
وأضاف لـ”عربي21“: “خلال اجتماعات روسية أمريكية عقدت في عمان حول تقاسم النفوذ في البادية السورية؛ تم التفاهم على فتح معبر للمليشيات الشيعية، ولو كانت أمريكا جادة لتدخلت وقطعت هذا الطريق”.
ولا يعول أبو نوار كثيرا على قوات فصائل الثورة المتواجدة بقاعدة التنف في التصدي لهذا الطريق، ومنع تقدم الروس في البادية، متسائلا: “ما هي القوة الموجودة في التنف لمنع تقدم الروس والجيش السوري والمليشيات؟”.
وتابع: “عدد هذه القوات لا يتجاوز الـ300 شخص، والقوة الجوية لا تكسب المعارك على الأرض”.
وقرأ المحلل العسكري قيام الروس بقصف تنظيم الدولة في تدمر نهاية أيار الماضي بأربعة صواريخ مجنحة من نوع “كاليبر” بأنها “رسالة إلى الأمريكيين”، مضيفا أن “تكلفة صاروخ كاليبر تبلغ مليون دولار، ويستخدم لأهداف استراتيجية كبرى، وبالتالي فإن استخدامه لقصف قافلة سيارات؛ ما هو إلا رسالة روسية إلى الأمريكيين مفادها أن روسيا جادة، وأن المنطقة ليست لكم”.
وانتقد أبو نوار “تأخر دخول العرب برّا لقطع هذا الطريق البري”، لافتا إلى عدم تعويله على تدخل القوة التي أعلنت القمة الأمريكية-الإسلامية في 21 أيار/ مايو بالرياض؛ بسبب اختلاف رؤية الدول العربية للحل في سوريا.
وأضاف: “القمة تحدثت عن قوة من 34 ألف جندي لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق اعتبارا من عام 2018، ولا أعتقد أن العرب سيتدخلون، فرؤية مصر للحل في سوريا على سبيل المثال؛ مختلفة عن كثير من الدول العربية، ونظرة باقي الدول للتهديد الذي يشكله الطريق البري؛ مختلفة أيضا”.
موقف السفارة الأمريكية
من جانبها؛ رفضت السفارة الأمريكية في عمان الإجابة عن استفسارات “عربي21” حول طبيعة الاجتماعات الروسية الأمريكية التي ستعقد في العاصمة الأردنية، واعتذر المكتب الإعلامي في السفارة عن الرد، قائلا: “للأسف لا يوجد عندنا أي إجابة على استفساراتكم”.
إلا أن مسؤولا في السفارة الأمريكية بعمان، قال على هامش سهرة رمضانية الأربعاء، إن “هنالك تعاونا وتنسيقا روسيا غير مسبوق بخصوص الجنوب السوري”، واصفا قصف قوات التحالف في 18 أيار/ مايو لقافلة موالية للنظام السوري كانت متجهة إلى التنف، بـ”الخطأ الذي لن يتكرر”.
ويأتي الحديث عن “التنسيق الروسي الأمريكي” في وقت تتسع فيه الرقعة التي باتت تسيطر عليها القوات الروسية والمليشيات العراقية والإيرانية في البادية السورية. فبحسب جيش مغاوير الثورة “يسيطر الروس على طريق الضمير، والطريق الواصل إلى منطقة البطمة، ومنطقة سبع بيار، وظاظا، إضافة إلى سدّ الردايفة وخربة غزالة في جنوب مدينة السويداء بالقرب من الحدود الأردنية”.
عربي 21