يخرجُ عبدالقادر إلى عمله مع ساعات الصّباح الباكر في ورشة للبناء بمخيمات الشمال السوري، ويعمل حتى غروب الشمس في حال كان هناك عمل فهو ليس عملًا يوميًا.
يقول عبدالقادر “كنت أعيش في منطقة معرّة النّعمان جنوبي إدلب، حيث نملك أرضاً زراعية كنا نعمل بها وتؤمّن لنا مصدراً كبيراً من رزقنا لكن اليوم اضطررنا للبحث عن مصدر آخر للرزق والعمل بأشغال شاقّة في ظلّ ظروف معيشية صعبة وتزداد صعوبة يوماً بعد يوم”.
يعزب عبدالقادر عن الزواج رغم بلوغه الثامنة والعشرين من عمره، ويقول أنّه لا يحاول التفكير في الموضوع أساسّا لأنها خطوة صعبة باهظة التكاليف.
يقول عبدالقادر ومعالم اليأس ظاهرة عليه “اليوم ونحن في بلاد النزوح زادت تكاليف الزواج وارتفعت بدلًا من انخفاضها، ففي بلدتنا كنّا نملك المنزل الواسع وأرض العمار والأرض الزراعية، ولا نرهق أنفسنا بالتفكير أين سنسكن في حال الزواج، أمّا اليوم نجد أننا سنبدأ من الصفر وسنفكر في السّكن وتأمين مستلزمات المنزل قبل التفكير في الزواج”
ويضيف عبدالقادر “بعيدًا عن المنزل الذي ربما يتم الاستغناء عنه بخيمة من طوب أو خيمة عادية وعفش المنزل البسيط نجد اليوم من المستحيل على الشاب العامل بالمياومة أو العاطل عن العمل تأمين مهر للزواج في ظلّ أجرة العامل اليومية التي لا تتجاوز خمسين أو مائة ليرة تركية كأقصى حد أيّ بين ثلاثة و ستة دولارات”
يبلغ مهر العروس في الشمال السوري بشكل وسطي اليوم بحسب عبدالقادر مايقارب الألف دولار، عدا عن تكاليف ثانية كتأمين المسكن وبعض مستلزمات المنزل التي ربما قد تبلغ تكلفتها ألفًا أخرى.
ويقول عبدالقادر “اليوم مع عملي وأجرته اليومية لا أستطيع توفير خمسين دولار بالشهر أي أنني أحتاج أشهرًا عديدة لتأمين مهر العروس، واليوم نادرًا ما تجد تسهيلات وتنازلات من أهل الفتاة لذلك أكرر دائمًا أنّ الزّواج بات لمن استطاع إليه سبيلا”
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع