الجزيرة – السبت 08 شباط 2014
لم أدرر الحليب بسبب نقص التغذية، ولم أجد ما أطمع رضيعي سوى منقوع البرغل، الذي سبب له عسر هضم” شهادة من أم محمود التي زرقت بمولود قبل أيام لم يحظ كغيره من مواليد العالم بالحظوة والعناية بل افتقد في أيامه الأولى حليب الأم أهم شيء يبقيه على قيد الحياة بسبب الحصار المفروض على أحياء مدينة حمص القديمة.
أم محمود كانت من بين المئات ممن خرجوا من الحصار الخانق الذي فرضه النظام على أحياء المدينة القديمة لأزيد من سنة ونصف السنة.
من خرج من المدنيين المحاصرين من بعض أحياء مدينة حمص القديمة نقلوا شهادات صادمة عن واقع كان مغيبا للعالم بفعل الحصار الذي فرض على سكان المدينة القديمة توحيد طعامهم منذ أربعة أشهر مقتصرين على وجبة واحدة ضئيلة يوميا من الأرز أو البرغل.
ولاحقا اعتمدوا على ما وجدوه في البيوت المهدمة والمهجورة، بعدما نفدت مؤنهم، ومن القليل الذي كان يصلهم عن طريق الثوار.
ومع قلة الغذاء قل الماء أيضا، واضطر المحاصرون لشرب مياه الآبار المنزلية الملوثة بعد أن قطع عنهم النظام الماء بعد ثلاثة أيام من بدء الحصار.
هشاشة الوضع الغذائي تزامنت مع هشاشة الوضع الصحي، اذ أكد ناشطون أن الأشهر الأربعة الأخيرة كانت قاسية جدا على الجميع، حيث نفدت كل أنواع الأطعمة، وراح المحاصرون، يطبخون أوراق الأشجار والحشائش، وحدثت حالات تسمم عديدة.
وفي مقابل إجلاء بعض المحاصرين، فضل آخرون البقاء داخل الأحياء القديمة رغم المعاناة المختلفة أشكالها.