شد منظر الصور الملصقة لمرشحي الانتخابات على الحائط بقوة ” أبا بياد” النازح من الرقة.. وقف يتأمل الصور ويفكر كيف أن النظام يقيم مثل هذا “الهزليات” على حد قوله، بعد أن خرجت أكثر من محافظة عن سيطرته، فعلى مر خمس السنوات الماضية فقدَ النظام أكثر من 70% من الأراضي السورية، بالإضافة لدمار معظم البنى التحتية وأوصل البلد لتدهور اقتصادي غير مسبوق، ليأتي بعد كل هذا ويثقل كاهل المواطن بمصاريف انتخابات مجلس الشعب.
11ألفاً عددُ مرشحي مجلس الشعب في كافة المحافظات، عددٌ كبير بالنسبة للمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، والجدير بالذكر أن النظام سمح للمرة الأولى في سوريا المشاركة للعسكريين في الانتخابات البرلمانية، وذلك بعد تعديل قانون الانتخابات، في محاولة لجمع ومشاركة أكبر عدد من الناس في هذه الانتخابات، ليحدّث نفسه “أبو بياد” بقوله:” على مر 40 سنة كانت النتائج معروفة في مثل هكذا انتخابات ومن سيفوز معروفين، فلمَ كل هذا الهزلية؟؟”.
قال “هشام الشعار” رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات لقناة العالم الموالية للنظام” إن الاستعدادات جارية على قدم وساق في كافة المحافظات ومع الجهات المعنية، منها وزارة الداخلية والعدل” وأكد توزيع صناديق الانتخابات على جميع مناطق الواقع تحت سيطرة النظام، كما أشاد بالانتصارات التي حققها النظام في مدينة تدمر، ليخصص ” الشعار” صندوق لتدمر “لتعود المدينة لحضن الوطن وتشارك في الانتخابات البرلمان في 13 من شهر الجاري”، الغريب أن مدينة تدمر خالية تماما من السكان فمَن سيشارك ؟؟.
يتابع “أبو بياد” طريقة تفكيره عاجزاً عن اتخاذ القرار، ما بين المشاركة وعدم المشاركة، فهو يعلم تمام المعرفة أنه إن لم يشارك سيعتبره ” شبيحة المرشحين” مترد على قرار الدولة، وإن شارك فهو يعلم أن صوته لن يؤثر وهو مجرد إكمال “المسرحية الهزلية”..
في الوقت ذاته نقل ناشطون كما أكدت صحيفة “عنب بلدي” أن المرشح “حسن شعبان بري” في حلب اعتمد على تخويف وترهيب الناس عن طريق “شبيحته” والتهديد العلني بقولهم :”كل من لا ينتخب معلمنا شعبان سيكون مصيره السكاكين “.
تنافسٌ شديد بين مرشحي مجلس الشعب، ليطلق كثيرٌ منهم برامج انتخابية القليل منها واقعي وأكثرها خيالي، فقد أرفق المرشح ” الدكتور مهند موفق قمر” من دمشق صورته وخلفه ناطحات سماء ومباني حديثة، ليكون غايته وهدفه ” معاً لبناء سورية الحديثة… !!” في الوقت الذي أكد خبراء اقتصاديون أن سوريا تحتاج لعشرات السنيين حتى تعود كما كانت لما أحدثه النظام فيها من دمار، فكيف له القيام بذلك لوحده؟!، فالجميع يعلم أن مجلس الشعب على مر 40 سنة مضت لم يقدم لشعب السوري أي وعد من الوعود التي يطلقونها أثناء حملتهم الانتخابية..ويقتصر سقف صلاحياته على مناقشة طريقة توزيع 100 لتر مازوت ولا يجرؤ على مناقشة الكمية زادت أم نقصت؟
يصل ” أبو بياد” إلى منزله متعباً، همه الوحيد تأمين لقمة العيش لأطفاله، فمنذ نزوحه عن الرقة وهو لم يجد عملا ثابتا له ،متناسيا وعود رئيس النظام في كثير من خطاباته باستعادة الرقة بالقريب العاجل وعودة السكان إليها فهي ليست أكثر من فقاعات صابون تلوح في الهواء منذ أكثر من 3 سنوات.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري