أثار اتفاق الهدنة الموقع بين روسيا والولايات المتحدة فيما يخص الصراع في سوريا، ردود فعل متباينة بشأن إمكان تنفيذ الهدنة وتفاصيلها التي تستمد تعقيدها من تعقيد الواقع السوري وخريطة التشابكات العسكرية والسياسية.
وبخلاف ردود الفعل الدولية التي جاء أغلبها مرحبا “بحذر” خاصة موقفي بريطانيا وفرنسا، فقد رأت النخب السياسية السورية والعربية على مواقع التواصل الاجتماعي أن في الهدنة شيطانا يكمن في تفاصيلها وثغراتها، وفق قولهم.
وعلى الرغم من موافقة المعارضة السورية ممثلة في منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب على الهدنة، فإن تغريداته على موقع تويتر كانت أكثر تحفظا على تفاصيلها، حيث توقع عدم امتثال الروس والنظام للهدنة المعلنة.
وأما عن التفاصيل والثغرات، فقد رأى مغردون أن وضع جبهة النصرة على قائمة الفصائل المستثناة من الهدنة ينذر بعمليات اختراق واسعة لهذا القرار، فالنصرة -وفق مغردين- توجد جنبا إلى جنب في مناطق سيطرة الثوار، وأحيانا توجد في شكل ألوية مشتركة مع فصائل أخرى.
وتوقع ناشطون على موقع تويتر أن يتخذ الروس وحلفاؤهم جبهة النصرة مسمار جحا للتدخلات العسكرية وعمليات القصف بمناطق الثوار، مؤكدين أنه يجب توحيد مواقف كافة فصائل المعارضة المسلحة تجاه أي اختراق للهدنة بحجة النصرة.
وفي سياق آخر، رأى مغردون عرب أن القرار الروسي الأميركي بالهدنة جاء مناورةً من قبل القوتين لتفادي ما سموه تدخلا تركيًّا سعوديّا في سوريا كان وشيك الحدوث، حيث رأى هؤلاء المغردون أن الاقتراب الكردي من إغلاق حدود تركيا مع سوريا، والاقتراب الروسي الإيراني من هزيمة المعارضة في حلب كان الدافع الرئيسي لتحرك الدولتين.
وشكك ناشطون في نوايا الولايات المتحدة وروسيا حيال الدول “السنية” ذات المصلحة في سوريا كتركيا والسعودية، مؤكدين أن إقرار هدنة كتلك لم يكن دافعه الأبعاد الإنسانية و”جرائم الحرب” الروسية في سوريا، وإنما لتحييد تدخل كان سيصب -وفق قولهم- في مصلحة الشعب السوري وثورته.
وفي السياق طالب مغردون تركيا والسعودية وحلفاءهما بعدم الانخداع “بحيلة الهدنة” في سوريا، مؤكدين أنها لن تستمر ولن تقدم للشعب السوري الكثير، كما طالبوا الدول الداعمة للثورة بمد المعارضة السورية المسلحة بمضادات الطيران التي هي من يملك على الحقيقة إقرار هدنة فعلية على أساس ميزان القوة، وفق قولهم.
المصدر : مواقع التواصل الإجتماعي, الجزيرة