قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بدأ يبحث عن أصدقاء جدد في العالم بعد أن ابتعد الغرب عنه بسبب الأزمة في أوكرانيا، ولكن قائمة القادة الذين يتقارب بوتن معهم تضم بعض أكثر الرؤساء بغضا مثل رئيس كوريا الشمالية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أنه رغم التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بسبب الاختراق الإلكتروني لشركة سوني بيكتشرز وسرقة ملايين الوثائق فإن الرئيس الروسي دعا نظيره من كوريا الشمالية لزيارة موسكو لإحياء الذكري السبعين لانتصار السوفيت على النازيين في الحرب العالمية الثانية.
وأشارت إلى أن الاتحاد السوفيتي سبق أن ساعد نظام كوريا الشمالية في كثير من الأحيان خلال الحرب الباردة، واليوم بعد أن فرضت أوروبا والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية يحاول بوتن تعزيز العلاقات مجددا كجزء من سياسة «النظر إلى الشرق» المصممة للتعويض عن الخسائر الاقتصادية والتفاعل السياسي مع الغرب.
وقالت «نيويورك تايمز» إن محاولات بوتن مد جسور التعاون مع كوريا الشمالية لم تشتت جهوده لمواصلة بناء علاقات إيجابية مع الصين والهند في الوقت نفسه. على مدى عقود كان المراقبون يتكهنون بنوع التحالف المتوقع بين الصين وروسيا الذي لم يتحقق أبدا، واعتبرت الصحيفة أن الظروف مواتية للصين بصورة أكبر من روسيا سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، الأمر الذي سيجعل على الدوام من موسكو الشريك الأصغر، وهو موقف لن يرضى عنه بوتن.
وأضافت الصحيفة أن الهند لا تزال من الحلفاء المهمين بالنسبة لموسكو حيث حظي بوتن باستقبال حافل خلال زيارته الأخيرة كما أن هناك تأكيدات بأن روسيا سوف تبقى أكبر مورد للأسلحة للهند، كما أن هناك اتفاقات اقتصادية كبيرة بمليارات الدولارات في الطاقة النووية والنفط والدفاع. لقد أثبت التوجه الروسي والتعاون الواسع مع الهند أن الولايات المتحدة لم تنجح في تعزيز العلاقات منذ التوقيع على الاتفاق النووي عام 2008.
وأشارت الافتتاحية إلى أن بوتن يسعى كذلك لتعزيز العلاقات مع تركيا الحليف في الناتو والتي ترغب في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف المساعدة في تخفيف الآثار الاقتصادية السلبية الناجمة عن العقوبات. تحقيقا لهذه الغاية يحاول أيضاً إقناع صربيا والبوسنة بأن التكامل مع الغرب ليس الخيار الوحيد ويمكن أن تكون هناك عوائد كبيرة لتوطيد العلاقات مع روسيا.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه رغم جهود بوتن فإنه من غير المرجح أن ينجح في تصوير روسيا على أنها صديق أكثر موثوقية، خصوصا أن الولايات المتحدة تعود لتلعب دورها كمحرك للنمو العالمي بينما تقدم أوروبا رؤى اقتصادية وسياسية أكثر جاذبية، لكن كما أثبتت الأزمة في أوكرانيا من الممكن أن يكون بوتن ماهرا في إحداث المشكلات.