نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تحقيقاً مصوراً عن مدينة تدمر السورية، التي فرض النظام سيطرته عليها عقب 10 أشهر من سيطرة تنظيم “الدولة”، مشيرة إلى أن المدينة التاريخية وبعد استعادتها، تحولت عملية حراستها إلى حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب بشار الأسد منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن المدينة التي بقيت بعهدة التنظيم طيلة أشهر عشرة، تعرضت للتدمير في العديد من مواقعها الأثرية، ومنها معبد تدمر الشهير الذي لم يبق منه سوى ممر واحد من الحجر مستطيل وسط هذه الصحراء القاحلة التي تقع على بعد نحو 160 كم إلى شمال شرق العاصمة دمشق.
حضارة تدمر التي يبلغ عمرها قرابة 2000 عام هي مزيج من الحضارات الرومانية والفارسية وثقافات محلية أخرى، التي من أشهرها معبد تدمر بالإضافة إلى أسد الإله الذي تم تدمير أجزاء منه من قبل مقاتلي تنظيم “الدولة”، هذا بالإضافة إلى آثار التفجيرات التي ما زال جزء كبير منها واضحاً للعيان.
وعلى الرغم من انسحاب مقاتلي “الدولة” واستعادة النظام سيطرته عليها، فإنه يمكنك وأنت بين آثار هذه المدينة العريقة أن تستمع إلى أصوات الانفجارات القادمة من الصحراء، حيث أبلغنا أحد عناصر حزب الله بأن هذه الانفجارات هي عمليات إزالة الألغام التي خلفها التنظيم في الصحراء، وفق ما أفادت الصحيفة.
على أرضية المدرج الروماني ما زال بالإمكان مشاهدة بقايا أغطية الخيش التي تناثرت هناك، حيث قام مسلحو التنظيم بتحويل المكان إلى مسرح لعمليات الإعدام الجماعي.
مليشيا حزب الله وعناصره الذين يتولون حراسة المدينة، حاولوا أن يظهروا لفريق الصحيفة الأمريكية بأنهم ساعدوا على إنقاذ تدمر، بالاشتراك مع القوات السورية والإسناد الجوي الروسي.
أثناء احتلال التنظيم لمدينة تدمر، قام التنظيم بتدمير بوابات الكورنيش الروماني، حيث وجدت العديد من الأعمدة وقد سقطت إلى جوار أعمدة قديمة كانت بالأصل على الأرض.
المدرج الروماني بقي واقفاً وتشاهد حوله الأعشاب الضارة التي نمت بين شقوق المقاعد والمدرجات التي بنيت في القرن الثاني الميلادي، كما لوحظت أهداف وهمية وضعها مقاتلو التنظيم على الحائط الخلفي للمسرح المدرج، الأمر الذي أدى إلى تدمير مجموعة من الآثار التي حفرت في هذا الجدار.
وبحسب خبراء فإن جميع أطراف الحرب في سوريا شاركوا في نهب الآثار، حيث أمكننا مشاهدة حفرة عميقة حفرت قرب أحد المواقع القديمة يمكن من خلالها الوصول إلى ما يعتقد أنه سرداب تحت الأرض، وكانت قد وضعت فيها بقايا قطع فخارية وأحجار قديمة وكأن هناك من كان يبحث عن شيء تحت الأرض.
وتؤكد النيويورك تايمز أنه وعلى الرغم من أن المدينة بقيت تحت سيطرة تنظيم “الدولة” عشرة أشهر، فإن الحقيقة أن الكثير من المواقع الأثرية كانت غير مدمرة، في حين يمكن أن تشاهد آثار الدمار في المدينة الحديثة حيث يعيش سكان تدمر.
عناصر حزب الله ومقاتلو النظام يرفضون عودة أهالي تدمر إليها حتى الآن، بحجة أن ذلك يمكن أن يسهم في دخول مقاتلي تنظيم “الدولة” إلى المدينة مجدداً.
مركز الشرق العربي