يبدو أنّ بعض الحكومات العربية والدولية سامحت أو تناست أو اختارت أن تتجاهل الأسباب التي دفعت السوريين للانتفاض في وجه حكومة النّظام السوري، وفق ما ترجمه المركز الصحفي السوري، عن صحيفة نيويورك تايمز بتصرّف.
تحدّث وزير خارجية الإمارات “عبد الله بن زايد” قبل أقلّ من 10 سنوات ضد رأس النظام السوري “بشار الأسد” لارتكابه مذابح ضد المدنيين، وفي تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، عانقه في أوّل زيارة لمسؤول إماراتي إلى دمشق، منذ اندلاع الثورة السورية.
وفي حزيران/يونيو الفائت، عيّنت منظمة الصحة العالمية سوريا في مجلسها التنفيذي، وفي تشرين الأول/أكتوبر، أعاد الأنتربول دخول سوريا إلى شبكته.
أمّا مصر والجزائر فقد دفعتا إلى عودة سوريا إلى عضوية جامعة الدول العربية، وقد أبدت دول عربية أخرى التقارب مع النظام السوري، الذي عمّق علاقاته مع كلّ من روسيا وإيران في المنطقة.
من خلال إعادة الشرعية إلى نظام ربطته الأمم المتحدة في عام 2013، بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد شعبه، يقوم المجتمع الدولي بتحطيم الأعراف والعادات الدولية، ويتوجّب على القوى الغربية والعربية أن تبقي النظام السوري في عزلة، وأن تضغط على أي دول ومنظمات تتأرجح في هذا الالتزام لفعل الشيء نفسه.
إنّ هذا التطبيع له آثار تتجاوز حدود سوريا، لأنّه يعيد تشكيل وكتابة المعايير الدولية لكيفية معاملة الجهات الحكومية لمواطنيها، وسوف تسمح بتجاوز آليات المساءلة والمعايير المتعلقة بمعاقبة مرتكبي الجرائم ضدّ الإنسانية.
وإنّ التحركات الأخيرة لدولة الإمارات وغيرها لتطبيع العلاقات مع سوريا تذهب إلى أبعد من ذلك، فهي تظهر أنه مع مرور الوقت، سيتم احتضان الطغاة، إذا كان ذلك يناسب المصالح الوطنية لتلك البلدان.
يذكر أنّه يجب على الهيئات الدولية ألّا تعطي رأس النظام “الأسد” شيئاً مقابل لا شيء، ويجب عليها الضغط عليه لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، ويجب عليها تطوير وتطبيق آليات، مثل مبدأ “الولاية القضائية العالمية” كما فعلت ألمانيا مؤخراً في قضية أحد منتهكي حقوق الإنسان التاريخية للبحث عن العدالة.
الجدير ذكره أنّه في الوقت الذي تؤكّد فيه كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أنها ضد التطبيع مع النظام السوري، إلاّ أنّها تحجم عن حثّ الحلفاء والمنظمات الدولية على عدم القيام بذلك، على الرغم من أنّ إعادة تأهيل “الأسد” تشكل تهديداً مباشراً لنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
رابط التقرير
https://www.nytimes.com/2022/01/28/opinion/syria-assad.html
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع