أصيب العاملون في منظمة “الدفاع المدني السوري” (تابعة للمعارضة) الذين يخاطرون بأنفسهم في سبيل إنقاذ حياة الآخرين عقب الهجمات العنيفة التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه ضد المدنيين في مدينة حلب، بخيبة أمل، بعيد إعلان نتائج جائزة نوبل للسلام، والتي منحت، اليوم الجمعة، للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس.
وتابع عدد من الشباب المتطوعين في المنظمة والذين يطلق عليهم أصحاب “الخوذ البيضاء”، أو “القبعات البيض” مراسم إعلان نتائج “نوبل” بحماسة، من حي “طريق الباب” الخاضع للمعارضة، بمحافظة حلب شمالي البلاد.
وقبيل إعلان لجنة نوبل اسم صاحب الجائزة، جلس الشباب أمام شاشات الحاسوب، وبدأوا ينتظرون النتيجة بترقب، إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل عقب الإعلان عن فوز الرئيس الكولومبي بالجائزة.
وفي تصريح لمراسل الأناضول، أعرب المتطوع إبراهيم أبو ليث، عن أهمية هذا اليوم بالنسبة لهم، إلا أنه قلل من أهمية عدم منحهم جائزة نوبل.
وقال أبو ليث “اليوم كان يومًا مهمًا بالنسبة لنا، صحيح أننا لم نفز بنوبل، لكن لا نولي اهتماما لها، المهم هو أننا مستمرون في عملنا، نحن نقوم بهذا العمل لإيماننا وحبنا بالناس، وسواء حصلنا على الجائزة أم لا، سنتابع حتى نهاية عملنا من أجل السلام للشباب والأطفال”.
من جانب آخر، وتحديدًا في الساعات التي أعلنت فيها نتائج نوبل، قصفت قوات النظام السوري مركز الدفاع المدني (معارضة) في محافظة حماه(وسط)، ليخرج المركز عن الخدمة.
وظهرت فرق الدفاع المدني المعارضة، لأول مرة في عام 2012 عقب بدء النظام السوري بشن هجمات على مناطق المدنيين، وعقدت مجموعة مؤلفة من 25 شخصًا، أول دورة تدريبية لهم في تركيا عام 2013.
وفي أكتوبر/ تشرين أول من 2014 عقدت منظمة الدفاع المدني السوري(التابعة للمعاضة)، لقاءها السنوي العام الأول، اجتمع فيه الممثلون من كل سوريا واتفقوا على تشكيل منظمة واحدة رسمياً، تحمل رسالة مشتركة وقيادة وطنية، وتقدم الخدمة حاليا في 8 محافظات بحوالي 140 مركزًا.
وتتبنى المنظمة، أو ما يطلق على المتطوعين فيها بـ “الخوذ البيضاء” والتي تم ترشيحها من قبل نشطاء أجانب وسوريين لجائزة “نوبل” هذا العام، مهمة حيوية، نتيجة الخدمات التي تقدمها في سبيل إنقاذ الجرحى أو انتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض، وإطفاء الحرائق الناجمة عن الهجمات التي كثفتها قوات النظام وحلفاؤه ضد المدنيين في سوريا وخاصة في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب.
أنقرة/ خالد سليمان، عائشة أقطاش/ الأناضول