يقول رجال أعمال ومسؤولون تجاريون في نظام بشار الأسد، إنهم “قلقون من تعرض شريان الحياة الاقتصادي الذي توفره إيران لضغوط، بسبب انخفاض أسعار النفط”.
وقال مسؤول تجاري سوري كبير، كان يتحدث من دمشق وطلب عدم الكشف عن شخصيته: “لو لم يكن الدعم الإيراني المستمر إلى الآن ما كنا نجونا من الأزمة”.
وأضاف “الدعم الإيراني كان الأهم، وفي المقابل نعدهم بالمزيد والمزيد، ونفتح لهم الأبواب أكثر فأكثر للاستثمار في سورية”.
يذكر بأن إنتاج النفط في سورية، التي تخضع لعقوبات أمريكية وأوروبية، تراجع بشدة منذ بداية الحرب، بعد خروج منشآت الطاقة من أيدي نظام بشار الأسد.
وفي يوليو/تموز عام 2013، منحت إيران النظام تسهيلات ائتمانية، قدرها 3.6 مليار لشراء منتجات نفطية، بحسب ما أفاد به مسؤولون ومصرفيون في ذلك الوقت، وجرى تخصيص مليار دولار أخرى لشراء منتجات غير نفطية.
لكن النظام سعى إلى الحصول على تطمينات، بأن طهران ستحافظ على الوضع الراهن للمساعدات، بعد أن انخفضت الأسعار العالمية للنفط بنسبة 50 بالمئة في يونيو/حزيران، عندما سيطرت المعارضة على ما يصل إلى ثلث البلاد، وكان الرد الإيراني إيجابيا.
من جانب آخر فقدت الليرة السورية حوالي 70 بالمئة من قيمتها، كما خسرت عشرة بالمئة أخرى من قيمتها خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما.
وقال تجار إن التراجع مدفوع بعدة عوامل، من بينها إدراك أن الضربات الجوية الأمريكية ضد ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”، لا تساعد الأسد إلى الحد الذي كان متوقعا، لكن أحد العوامل الكبيرة تمثلت في الخوف من تراجع قدرة إيران على المساعدة.
ويقول رجال أعمال ومصرفيون مقيمون في دمشق، إن البنك المركزي السوري “يشعر بانزعاج”، لأن التراجع في أسعار النفط يؤثر على الدعم الإيراني للنظام.
ونوه مسؤولان مصرفيان كبيران تربطهما علاقات وثيقة بالبنك المركزي، إلى أن إيران أودعت ما بين 500 مليون و750 مليون دولار في البنك المركزي السوري منذ أكثر من عام، استخدمها النظام لمساعدته في الحفاظ على استقرار الليرة.
وأضاف المصرفيان، بأن البنك قام في الأسابيع القليلة الماضية في بيع الدولار لتعزيز الليرة في واحدة من أكبر عمليات السوق منذ بدء الحرب.
ويوجد إجماع عام بين المتعاملين وخبراء البنوك ورجال الأعمال، على أن تراجع إيرادات النفط الإيرانية سيكون لها تبعات كبيرة على مستوى الدعم الاقتصادي في المدى البعيد، رغم التأثير الضئيل على العلاقات التجارية حتى الآن.
وقال عضو بارز في غرفة الصناعة في دمشق طلب عدم نشر اسمه: “الهبوط الشديد الذي بلغ 50 في المئة في أسعار النفط سيقصم ظهر إيران، وليس فقط مستوى دعم الأسد”.